وَمَضَي قطارُ العمر - اسماعيل بريك

وَمَضَي قِطارُ العمرِ يا وَلَدِي
نحوَ المشيبِ وَفتَّ في عَضُدِي
أَفْنَي شَبابي بَعْدَ قوَّتهِ
وَغَدَا يَحُطُّ اَلوهنَ في جَسَدي
الهَمُّ والأحزانُ تُوجعُني
واليأسُ والأسقَامُ في كَبدِي
مازلتُ أحيا دائماً أبداً
بمرارةِ الآلام في غُدَدِي
شَيْخُ الشيوخِ قضي بكُرْبتهِ
يا بئس مَكْروبٍ وَمُبْتَعَدِ
 
وَمَضَي قِطارُ العمرِ كالفجرِ
أنوارهُ مِشْكَاة مَنْ يَسْرِي
كَمْ حَطَّ في أرضٍ مُؤلَّفةٍ
بالحبِّ والآمال كالسِّحْرِ
كالبرقِ يبدو عند ناظرهِ
والرَّعْدِ إن يسرعْ لَدَي سَيْرِ
لم يصطدمْ يوماً بقاطرةٍ
أَوْ رَاحَ طفلُ خَلْفَهُ يجري
قد شاب فاختلَّتْ مفاصِلُهُ
أضحي سجيناً حَيثُ لا يدري
*****
*****
وَجَرَي مِدادُ الحبِّ في شِرْيَانِي
فَرَأَيْتُ نورَ اللهِ في وجداني
وسجدتُ للرحمنِ سجدة خاشعٍ
يا سَعْدَ من يرجو رضا الرحمن
يا سَعْدَ مَنْ كَانَتْ سَجيَّتُهُ
طوْعَ الإلهِ وآيةَ القرآنِ
يا سَعْدَ مَنْ كان النبيُّ شَفيعَهُ
كيما يفوز بجنة الرضوان
يا سَعْدَ مَنْ طَابَتْ هدايتُهُ
حتَّي يذوقَ حلاوةَ الإيمانِ
© 2024 - موقع الشعر