السيدة الحمقاء - نورى على

قلبى انا... وعقلى انا... يحدثانى أننى هناك
بحثت حولى فى كل مكان ولا أجد نفسى
ذهبت لأرض النسيان للبحث عن ذاتى
فوجدت شبيهى يسير بخطى مشرقة ومشمسة
فانطلقت من هناك لهنا وعينى فيها الإصرار
أخذتنى الرياح وانطلقت بى
وشاهدت سحرا لا يوجد له مثيل
استيقظت على صوت
سبحان من أبدعه وصوره
جلست على أريكة مذهبة بجانب سيدة حمقاء
أنظر إليها بكل خوف وعينى تسألها
من أنتى أيتها الحمقاء؟
فنظرت إلى نظرة استحقار
وقالت بكل شرارة واستنفار
انت يا ولدى فى عالمك منبوذ
وفى أرض النسيان محبوب
ولن تنجو من مخاطر الأعداء
إلا بسطوعك لأرض النجوم
نظرت إليها وكلى رعشة وخوف
وأحدث نفسى من هذه السيدة الحمقاء؟
نظرت إلى وتقول انا السيدة التى تحاكيك
أنا السيدة التى تأتى إليك من أرض النجوم
أنا السيدة التى شاهدها فى أرض النسيان
أنا السيدة الحمقاء التى تبشر بقدوم الأحزان
أنا السيدة التى يخاف منها الزمان
أنا السيدة التى لعبت بالأقدار
أنا السيدة التى هزت عرش الظلمات
عرفت من أنا أيها الفتى الغريب
فنظرت حولى وأريد الرحيل
وهممت بنفسى وكنت على وشك الرحيل
فقالت اجلس يا ولدى فالطريق طويل
اجلس ولا تدع الخوف يملأ قلبك واحلامك
اجلس ولا تفكر فيما تفكره الأن
فأنا دليلك حتى نهاية المطاف
ومعك حتى تنتهى من طريق الأوغاد
أخذتنى عينى إلى كلماتها النفاذة
ومن هذه السيدة غريبة الكلمات
ولماذا أتيت إلى هنا؟
فاتجهت عيناها الى عينى واقتربت
وقالت يا ولدى لا تسأل نفسك كثيرا
ولا تدع الخوف يأخذ قلبك إلى أرض الرحيل
اسألنى انا ايها الفتى...تفضل يا ولدى
ايدى ترتعش منها قليلا ثم اغمضت عينى
لما تم اختيارى أيتها السيدة الحمقاء؟
استدعائك يا ولدى يتم بتفويض من أرض النسيان
ولا دخل لى فى هذا الاختيار
من يجلس أمامى لا يسألنى لماذا؟
لأنه يعرف الإجابة
نظرت إليها كيف؟ نظرت إلى وقالت
اخبرنى أنت من أنت أيها الفتى الغريب؟
رياحك قوية.....الرياح كانت غاضبة منك كثيرا
اخبرنى حكايتك وانت تتناول بعض القهوة
نظرت وكلى غموض وقولت
ما أنا إلا انسان ضائع فى الحياة
الإحباط يحيط به باستمرار
والأوهام رفيقته حتى المنتهى.....
 
أخذت السيدة الحمقاء يدى
ووضعتها على شفتيها وقبلتها
فشددت يدى وقولت ما هذا؟
قالت انظر إلى يدك الأن يا ولدى.....
وجد فى يدى طريقا مزدحما وغبار
ورأيتنى وانا احاول الاستمرار
لكن رأيت اصدقاء أوفياء يداعبون الشيطان
وجوههم مزينة بأشكال ملائكة الرحمن
وفى الخفاء هى وجوه لإبليس الغدار
وشاهدت أننى كنت مخطئا فى الحياة
لإختيار اصدقاء لا يمثلون إلا الأوهام
ورأيت طريقى مليئا بغبار الإحباط
وعوائق الحياة وحقد بنى إنسان.....
انهمرت دموعى على أيدى فاختفت الرؤية
فنظرت إليها وعينى تسألها عن هذا
قالت لا لا يا ولدى لا تفكر فى الإنتقام
قولت كيف وكيف أدعهم بعد هذا؟
قالت انتقامك هو نجاحك
استمرارك فى الحياة هو ردك فى الإنتقام
ولا تجعل للكره مجال
ولا تجعل قلبك اسودا فى الحياة
كن نجما عاليا فى السماء
كن جسورا بنجاحك فى دائرة الحياة
كن مفتكا بأعدائك بعقلك
وحذارى من تكبر يجعل قلبك يسير للوراء
وحذارى أن تجعل قلبك مقفولا أمام كل باب
كن مثل اللؤلؤ تتأرجح أضوائه بين كل غصن
وتشع نورا وتملئ حياتك ووجودك بالحب.....
 
ابتسمت إليها وقولت من انتى ؟
ابتسمت إلى وقالت انظر إلى فنجانك يا ولدى
نظرت إذ فجأة رأيت نورا مبهرا غريب الأضواء
وانطلق من فنجانى ممثلا شخصية تراودنى دائما
ابتسمت وكلى دهشة
حقا انتى هو؟
كيف كيف يحدث ذلك؟
قالت يا ولدى انا السيدة الحمقاء فى هذه الشخصية
قلمك هو انا
قلمك هو دليلك ومؤنسك وصديقك
ولا تجعله فى يوما يغضب منك
لأن غضبه مخيف
سيسحب منك كل أحلامك
لو تكبرت عليه أو أهملته يوما واحدا
وسترحل إلى أرض النسيان للبحث عن الذات
كن محبا له كن لطيفا معه
كن رفيقه
يكن لك صديقا وفيا
يكن لك عونا أبديا
يحقق أحلامك وأمانيك
كن لقلمك الانسان العاشق
ولا تكن له انسان حاقد
كن له انسان يعشقه
يكن لك انسان معك.....
علمت من أنا يا ولدى
انا السيدة الحمقاء المتمثلة من قلمك
والمندوبة من أرض نسيانه
انا السيدة الحمقاء
الاسم التى تعتبرونه سيئا
لكنه مدحا لى لتحديد مصائركم
وكشف الخفاء عنكم
ومعرفة الأمور دون تفكير
أنا السيدة الحمقاء
وداعا يا ولدى...................نورى سليمان
© 2024 - موقع الشعر