تاريخ ثورة - الحسين الطاهر

(1)
بلادنا
نبنيها بايدينا و لا تبنى لنا
نسقيها بدمائنا و تحيى بالمنى
فمن له وفاؤنا لارضنا
من يحمل لها حبا كحبنا؟!
نثور على الطغيان الان و هنا
ثورة دائمة تبقر كالسنا
فماذا و ان سقط الالوف
فالوف غيرهم ينتظرون بيننا !
(2)
حب الوطن
ان لم نضحِّ نحن فمن؟
فنحن الشجاعة
و الطغاة الجبن..
لا بأس ان يساعدنا غيرنا
اذا فجر النصر لم يَبِن
فذاك بعض الدينِ عليهم
يجب ان يدفع الطغاة الثمن..
ربما الشعب وسطنا عُجِن
لكن كيف يرضى شعب بالسجن
بل نقاوم و الخسائر تهون
ابناء بلادنا من جديد
و تحويلها لجنة عدن
(3)
طال الكفاح
و النصر اتى بقوة السلاح
فسكنا مسكن السياسة
و في اكبر جناح..
لا بأس سننسى الجراح
سنسامح الاستعمار القديم
فخير الامور السماح
بالسياسة سنذوق النجاح
عهد الكفاح ما راح
لكنها مرحلة جديدة
و لاجل الوطن.. كل شيء مباح
(4)
سنتحدى المحال
سننال كل ما يُنال
سنتطور في كل مجال
و سندمر الخونة و الانذال
اعداء الثورة و الكفاح
و وطننا سيكون باحسن حال..
هل سمعتم ما يقال؟
يتحدون ارادة الشعب
يتحدون نظامنا و روح القتال
ثقوا، لن يهدا لهم بال
(5)
يالجمال الحمام
اي مجرم يرميها بالسهام
الاجل الطعام؟!
امامكم اخوتي كل الانعام
كلوا ما تشاءون من الابقار و الاغنام
لكن دعوا رمز السلام..
نحن لا نرضى بان تُذل الشعوب
لكن ما دخلنا يا كرام
فشعبنا على ما يرام
و لاجل الشعب و الحكومة و النظام
لن نرضى لاحد ان يضام
-كما كنا دوما-
لكننا نضجنا في هذه الايام
لذلك لن نتدخل في شؤون الغير
لكي لا يتدخلوا في شؤون شعبنا المقدام
(6)
"بلادنا" يقول الحاقدون
كأننا لا نحبها !
بل سنذيقهم المنون
نحن من ثار قبل سنين
اعلينا يثورون؟!
نثورُ –يقولون- على انتشار الفقر و الفساد و المجون
ماذا تريدون؟!
بل سندمر كل مجنون
لا يريد للشعب ان يكون
آمنا مرتاح الظنون
(7)
ياءيها الحاقد
يا من لمجد شعبنا حاسِد
سنستعين بكل دولة عليك
لن نتفرج بسلبية و نشاهد
و لن ينهار شعبنا المجاهد
تريدون الرفاهية و الغِنى
اتريدون شعبا فاسد؟!
كنا نريد مثلكم
شعبا مثقفا يعارض و يساند
لكن الجهل اذا يسود
لن يموت،
و الجهل سائد !
تبا ايها المجرم المعاند
و اسمع يا شعبن الخيّر الرائد
سنقضي على الغوغاء و نكمل ثورتنا
فيا شعب على الفرقة لا تساعد
و كلنا معا خلف الرئيس القائد
(8)
الثائر الحاقد يسير
و امر قتاله عسير
غذا سيعبر الاسوار
و لا ندري ما المصير
هل الغوغائي يجير؟
لكن لا لن نستسلم ما دام لنا نصير
اطلقوا النفير..
لم ادخل طريق الكفاح
لكي اخرج منه كأسير
لماذا قتلنا الطاغية الكبير
قد سقطنا حين اهملنا النذير
حين تركنا سماء المباديء
الى مستنقع الواقع المرير..
كلا، نحن لسنا الاشرار
بل الثائر هو الشرير
و مثله الطاغية القديم
الخائن الذي ما له نظير
ربما سننتصر من جديد
و يرجع لنا الخير الوفير
و نلبس –نحن الاقوياء- الحرير
فلا ينام على الفراش الوثير
الا الذكي الذي يحكم البلاد
و نحن الاذكياء- و هم بثورتهم حمير
(9)
اضحيتُ انا الرئيس الطريد
و اضحى السادة عبيدا للعبيد
يقولون "طال الكفاح"
دعهم يعيشون يومهم السعيد
يقولون "اتى النصر بقوة السلاح"
و لا يدرون انهم غدا سيتخلون عن التهديد
يريدون ان يحكموا البلاد
و نحن وحدُنا للسياسة نجيد
فلنا مباديء لا تبيد
و قد تصبح مبادؤهم في غدهم المجيد
قبل ان يسقطوا بالنار و الحديد
و سيثورون على التجديد
كما ثاروا للتجديد..
لن يجدونا في مخبئنا العتيد
فالطريدة لا تعرف كيف تصيد
(10)
كأن الجوع للشعب نصيب..
ينادي الناسُ و من يجيب
ثوروا ايها الناس
فالحاكم امره مريب
لا تقولوا: نظام عجيب
فقد تخليت عن ثورتنا ايها الشعب الحبيب..
وجَدَنا الرئيسُ الجديد
ذاك طالبُنا النجيب
سيصالح الاجانب و يعدم المواطنين
و قريبا يتعالى صوت النحيب
فقد بدأ يتغنى بِجمال الحمام
و يشمئز من فقر القريب !
© 2024 - موقع الشعر