في مقلتيكِ - الحسين الطاهر

سنين لم ارَ فيها ارضي، ثم رأيتها
في عينيكِ، اذ ترمقان خارطة العراقْ
عراق يسبح وسط الدموع
يحيى بالامل
مُغلّف بالم الفراقْ
رأيتُ –حين نظرتِ اليّ-
نخيلا باسقا
غابات تقطّع بالسواق
و عيناكِ تفيضان دمعا
كماء الفرات
او كماء دجلة الرقراق..
سنين لم يذق فيها لساني
طعم هذين العذبين
و الان ذاق..
لؤلؤتان امامي تحيطان بالخارطة
و ارى فوق الخارطة سحاب موطني
و شمسنا الدافئة
ثم ارى الساق !
التفجير، الدماء، العويلُ
و ايتام تحتضنها الارامل
و ارى تطاير الاوراق..
اعلم اني – في عينيكِ- سارى غدا
سماءً صافيةً، و مجدا جديدا
و ابتسامةً تهمُّ بالاشراق..
© 2024 - موقع الشعر