الحَلّاج

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الحَلّاج - محمد الزهراوي

اَلْحَلّاج
 
أَديمُ السّماءِ
وَجْهُك الرّحْبُ
وَتَسْتَوْطِنُني.
أنْتَ
ذَبيحُ اللهِ.
غَريبٌ
في لَيْلٍ
وَقرْبانُ هَمِّي.
ما أجْمَلَ
قَدَرَك كَعاشِقٍ.
زِدْنِي
بِرَبِّكَ عِلْماً..
حَبيبَتُك زُفّتْ
إلَى النّهْرِ.
وَدونَ خَفَرٍ
أنْتَ بَحْرٌ ..
تَحْتَدِمُ بالْمعانِي
تَمْتَطي..
مُهْرَةَ ليْلٍ.
وَحَيْرَتُكَ تَهْتَزُّ
بِعُشّاقِ اللّيْلِ.
فخُذْ كأْساً
مِنْ دَمي أوْ
طِلا روحي.
مِنْ إيمانِي
بِحَقِّكَ وَإدْمانِكَ
رأْسي يَدورُ..
لا تبْتَعِدْ.
أنا رَهْنُ نارِكَ..
لكَ فِيّ
ضَوْءُ قِنْديلٍ
وَلِواؤُكَ يَعْلو
فوْقَ منْزِلِي.
وحْدَكَ في مَدى
عَيْني كمَنارَةٍ.
خَمْرَتُكَ
شَمْسٌ في كَأْسي
وَأنْتَ إمامي فِي
السُّكْرِ..
يامُقيمَ اللّيْل.
بِأهْوائِكَ
أتَوضّأُ فِي لَيْلٍ..
لأُِصَلِّيَ
خلْفَكَ معَ أهْلِ
الْفَضْلِ
وعُشّاقِ اللّيْل.
أنا مزْهُوٌّ بِكَ.
يدُكَ حَمامٌ
على كَتِفي..
وَقِبْلَتي وجْهُكَ.
صَحْبُكَ الأصْفِياءُ
أحِبّتي وأنْتَ
مُبْتَعِداً وَلا فرْقَ
عِنْدي بيْنَ مَنْ
صاموا أوْ ثَمِلوا.
أتأَبّطُكَ..
بِعَيْني كمَنْطِقِ الطّيْرِ
أتأبّطُكَ كنْزَ رُؤىً
وَكِتابَ عذابٍ.
أتقَصّاكَ
فيهِ يا اَللهُ وَفِي
بَحْرِ جَهْلي
بُغْيَةَ الْمَعْرِفَةِ.
تعْتَريني فوْقَكَ
هالَةُ ضوْءٍ.
انْفُخْ فِيّ نارَكَ
أحْشائي بارِدَةٌ.
دافِئَةٌ يَداكَ
وَمِعْطَفُكَ الشّتْوي.
كيْفَ
أمْحوكَ مِنّي
وَأنْتَ تنْهَبُ
جسَدي كمَلْحَمَةٍ.
يقولونَ يا الْوالِهُ
أنِّيَ..
ازْددْتُ بِكَ غيّاً.
ذلِكَ لأِنّي أعُبُّ
مِن بَحْرِ نشْوَتِكَ
بِلا خوْفٍ.
لا حَدَّ لِرُؤاكَ
وَلا هُبوبَ لِي
ياطَيْرَ حُرِّيّتي
إلاّ بِجناحَيْكَ.
لَمْ..
تَمُت ياشاعِراً
فلَمْ يبْق إلّا
أنْتَ وَالْجذورُ
وَالصّباح؟
 
كولون / ألْمانيا
© 2024 - موقع الشعر