مَجوسِيّة نَضَت الثِّياب

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

مَجوسِيّة نَضَت الثِّياب - محمد الزهراوي

مَجوسِيّةٌ..
نضَتِ الثّيابَ
 
 
مِنْ هذا التّوْقِ
أَشُمُّ عَبيرَ جِنانٍ.
تِلْكَ مَجوسِيَّةٌ وَرِعَة
نَضَتِ الثِّيابَ..
ضامِئٌ قَدُّها الْمُرتَجِفُ.
بيْضاءُ كَفّاً وَروحاً
كَأَنّي هُنا حَجَرٌ.
هذِهِ الّتي
أرى غُصْنُ شيح
تَميلُ بي..
تَهُزُّني بيْن
حَرْفٍ وَحرْف.
هِيَ الْماشِيَةُ..
تَعْبُر الرُّؤْيا
وَجِسْر الْمدينَةِ..
يَقولونَ امْرَأَةُ طاغِيَةٍ.
لمْ أجِدْ لُغَةً لِأُكلِّمَ
الْياسَمينَة الْبَعيدَةَ كَنَهْر.
تَنْأى وَتَدْنو كَأنّما..
تنْزِلُ مِنْ سَماءٍ.
تُسَوّي شَعْرَها كغَديرٍ
وَتَبْزُغُ مِنْ إيوانِ وَرْد.
مَرّ العُمْرُ مَرّ السّحابُ
وقِطارُ الْوَقْت..
مَن يَحْميني مِْنْ
خَرابِ رُموشٍ خَضْراءَ.
يرُدّ عَنّي أنْسامَ
ريحٍ تطيرُ بي..
كُحْلا قُدْسِيّاً
وَبَرْدَ الّلآلِئِ ؟
أُسائِلُ نَجْماً وَذِئْباً
يَشُمُّ الْخُطى كيْفَ
أُقاوِمُ صَهْباءَ خُلاسِيّةً
لَها حُلْمُها السّماويُّ
تَبْدو أقْرَبَ مِنّي
بِفَوانيسِها الْغَرْقى
صَدرُها بُسْتانُ تُفّاحٍ
وَفيهِ اشْتِهاءاتي النّبَوِيّةَ.
مَنِ الّذي يُنْكِرُ عَليّ
صِلَتي بِنَهْدِ نَجْمةٍ..
بِفَوْحِ الْجيرانْيومِ..
خُلْوَتي بِالقَمَرِ الطّارِقِ
وَبِما لا يَغيبُ مِن
أرْدافِ الشّمْسِ في
حَواري المدينَةِ
وكَعْبَةٍ تُقْصَدُ
لِلْوصْلِ وَالعِشْقِ
وَلا لِلعِبادَةِ ؟
© 2024 - موقع الشعر