سائِق الأضْغان

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

سائِق الأضْغان - محمد الزهراوي

سائِقُ الأضْغان
إِلى أُمامَة
 
اسْمَعْني
ياهذا الْعالَمُ..
وَجْهُها الْغائِمُ
غائِبٌ عنّي!
وَغِيابُها..
يَأْكلُني أنا
سائِقَ الأضْغانِ.
وَإثْرَها كَمْ
عَدَوْتُ تدْفَعُني
صوْبَها كُلُّ رِيّاحِ
الآفاقِ وَالْجِهاتِ.
وَيَسْتَدْرِجُني
حَنينُها الْعِطْرِيُّ
الْبَعيدُ كنَجْمَةِ الْبَحْرِ.
سَأظَلُّ أُعاقِرُها
في أُغْنِيّتي
وَأعْيُنِ الأحِبّةِ
وَأسْتَصْرِخُ
الْحِجارَةَ أشْكوها
ما غابَ مِنّي؟
وَجْهُها لَصْقَ عيْنَيَّ
فيها جَميعُ
ذُكوري وَلكِنّها
فِي الأنْواءِ..
وَالفَراغِ سُدىً.
وَالشّوْقُ إلَيْها فَرْخُ
حَمامٍ يَحْتَلُّني..
مِثْل سُهى وَآدَمَ
مَعَ هذا الْوجْدِ
الفاجِعِ الْمسْكونِ
بِالْغُرْبَةِ وَرِياحِ الأسى
وَحضِّيَ الْجَريحِ؟
اِسْمَعْ..اسْبَقْني إلَيْها
وَقَبِّلْ جَبينَها نِيابَةً
عَنّي أيُّها الشِّعْر!
وَإلاّ سَأظَلُّ
أعانِي كالْبَحْرِ.
ثِقي أُمامَة وَإنْ لَمْ
يَعُدْ إلَيَّ وَقْتٌ..
إنّ حُبّكِ سَيَبْقى
أبَداً يورِقُ فِي
دَمي إلَى أنْ
تُداهِمَني الْعاصِفَة
وَيَيْنَعَ فِي ذاتِيَ
الْموحِشَةِ وَعَلى
قبْريَ الغَريبِ
معَ الْعُشْبِ.
© 2024 - موقع الشعر