في رثاء الشيخ راكان التمياط - شائم الهمزاني

يا كبرها : مصيبة بلدنا وبلواه
ويا كثر والله في زمننا دواهيه

اليوم ؛ من (عمَّان) علمٍ سمعناه
أوجع (جبل شمر) وزلزل رواسيه

قالوا لنا: (راكان) شيخٍ فقدناه
ولا هو ؛ مجرَّد شيخ حنا نسمِّيه

جضيت ؛ قلت : الموت معقول وافاه؟!
(راكاننا) ! ليه المنية توافيه؟

لكن ؛ قريت اليوم ما كان نخشاه!
صدق الخبر بعض الجرايد لفت فيه

وبدأ يهل الدمع مع إني أقراه
وعليه ؛ سال الدمع من عين قاريه

يا ما ويا ما هلَّت العين من ماه
بالدمع الأزرق لين جفت مناشيه

مع غصِّتٍ ما يوم بالعمر ذقناه
كن (اللحام) بداخل القلب يشويه

وأحرق مشاعرنا شعورٍ شعرناه
غير الأسى والحزن ما شيء واعيه

يا كم خبر مثله كثيرٍ قريناه ؟
ما هزنا مثله وأنا عارفٍ ليه؟!

ما هو لأنه عن فقيدٍ فقدناه!
ولا هو لأنه شيخ حاضر وماضيه!

ولا هو بكونه (شمريٍّ) عرفناه
وإلا بكثر النوح راجين نحييه

لا لا ورب البيت والله والله
لكنه الفقيد (وجه الفَلَح) فيه !

الفالح ؛ اللي بالمواجيب نلقاه
طلق الحجاج ودلته حد حاميه

فنجالها للنفس غايه ومشهاه
من شف رايقها تفتَّح مشاهيه

ولين النهاية ما أختلف يوم مبداه
في نهجه الواضح من أول مباديه

و(حمية الأسلم) بصدق المحاماه
من خلقة (أبو زيد) غريزةٍ فيه

و(راكان) بدرٍ غاب في عز قمراه
يومه لنا طاب السمر في قماريه

ما أحلاه إذا لاحت من الشرق بشراه
وحنا بظلمتنا نتحرى حراويه

يا ما نسينا الهم في حلو مسراه
ويا ما هدتنا للموارد مساريه

عقب الظمأ لزلالي العذب نرواه
ينباج لنا الدرب في مهمه التيه

بالنور ؛ يرعانا وبالعين نرعاه
ويا سعدنا لحظات كنَّا نراعيه

سلالة (التمياط) عند المباهاه
يا حسرتي ؛ ما كل شيخٍ يماريه

يا قالوا : (الصايح) وقفنا و(صِحْناه)
و(مشل: أبو شمر) حفيده يْحاليه

حر ولد حر بوافي مزاياه
من ماكرٍ يذراه بالجود ذاريه

عزيزهم ؛ بالله عزيزٍ ؛ وعزاه
يا عًزتي ؛ لعيون والله معاديه

و(العز) في (راكان) مهما رثيناه
ما عاد باقي غير رجوى العزاء فيه

ولنا العزاء في كل ساعي بمسعاه
واللي مثل (راكان) (راكان ندْعيه)

على بياض الوجه في وجه بيضاه
طبع الأمل نضل بالعمر نرجيه

لا (الناعي) اللي في ثرى المسك واراه
ولا الشاعر اللي بأصدق إحساس يرثيه

ولا (النايحات) الصوت ؛ ويلاه ويلاه
ولا كل من ينعاه و(الكل ناعيه)

ولا (الراجي) اللي جض من لوع فرقاه
يوم انقطع حبل الرجاء في مساعيه

ولا (البائس) اللي بالخبر فاغرٍ فاه
عظ الإبهام بحسرته يابسٍ فيه

ولا (الخاسر) آماله بما هو تمناه
أللي فقد أول وتالي أمانيه

ولا (العاني) اللي قاصدٍ باب مبناه
اللي بوقفاته كبارٍ هقاويه

ولا (الناخي) اللي قال : من عاد ننخاه؟!
ونقول: (تكفا) في جزيل المشاريه

ولا (الصاحب) اللي طيلة العمر خاواه
ويقول : ليتي ميْت والله محْيِيْه

بعد (أبو زيد) العمر وش عاد يسْواه؟!
ما صافي بالود يمكن نْصافيه

ولا كل (من حَبه) وبالروح يفداه
زهد بعمره قال: شابت لياليه

من بعد فقد (البيه) ما له بدنياه
ولا له بكل الناس قاصي ودانيه

و(راكان) راح ؛ وكان في (زيد) مسعاه
و(سلمان) والي (زيد) من بعد (واليه)

اللي ؛ مع الراحل وفاء لين (مثواه)
بأكرم قدومٍ مع سموه يجي فيه

و(سلمان) (معنى الحر): في (حر عيناه)
و(الحر) بالنوهات ما أحدٍ يْوصِّيه

بأسمى مواساةٍ لنا إنسان واساه
وحنا ، ب(راكان) الفقيدة نواسيه

(الشهم) في (شمر) تجمَّل وحياه
(راع الجمايل) ليت نقدر ونوفيه؟!

سامي سموه : (درة التاج) تزهاه
ما هقوتي سواه في يوم تزهيه

(معنى الإمارة) فيه بالفعل جاراه
الله !!! يا (سلمان) ما أسمى معانيه!

سلمان : كامل معنى الإنسان معناه
تأخذ منه أسمى المعاني وتعطيه

أميرنا : اللي وافياتٍ سجاياه
ما عندنا بالناس واحدْ يساويه

بالورد لوهي تفْرش الأرض لخطاه
ولو تذهب الأرواح لعيون عينيه

ما هي تساوي ذرةٍ من عطاياه
وغير (الدعاء بالخير) وش عاد نعطيه؟!

وجميعنا عبيد فضله وحسناه
(الله) عنا بالحساني يجازيه

عسى نصيبه في حياته وأخراه
من فضل ربه كل ما يهتني فيه

على المعزة والسعادة بدنياه
والموت: إلى جاه بحدينا يْخَليه

يسْعد حياة الناس في (سعْد عيناه)
ومريضهم بالله ودواه يشْفيه

وتجبر؛ عثرات الكريمين ؛ يمناه
وتدْمل ؛ جروح اللي : طبيبه بحل فيه

(وجه الفلح) كل السَّعد في محياه
مع شفة الفنجال ما بين أشافيه

في لفتةٍ من حامي الوجه والجاه
قبل صدور الأمر ما أراد يأتيه

فيه الإرادة : أمر والحزم يقفاه
وشمس البصيرة في (ضحى الفهم) توجيه

و(معنى الفراسة) فيه ؛ أو منْه مجْناه
بأكمل ؛ تعاريف الفراسة يْلَبيه

و(المستحيل) إنا مدى الدهر ننساه
واللي مثل (سلمان) ما أحدٍ بناسيه

بالله ، ياما راحت أرواح ؛ لولاه
ما صدْرٍ ؛ إلا فضل (سلمان) ماليه

لو غاب تبقى سالفتنا بطرياه
بأذواقنا (شهْدٍ بليمون) طاريه

لنا أجمل اللحظات تأتي بذكراه
ونقول: (ما شاء الله) عسى الله يبقيه

ويا ربنا ؛ ندْعيك ؛ وكلٍ بدعواه
وبالله ؛ ما يخيب إنسان يدعيه

ترحم فقيدٍ حاتِم الأجل وافاه
والصبر والسلوان تمنح محبيه

وعساه ؛ في طيبا على طيب ملفاه
في مثل ما هو كان بيضٍ أياديه

وتجبر عزانا فيه في (وافي أبناه)
وتبقي لنا كريمٍ فضلٍ وفاء فيه

وجميعنا في عزة الذات ننصاه
وبالحب والهيبة تحياتْ نهْديه

مناسبة القصيدة

جاءت هذه القصيدة المتواضعة في رثاء الفقيد الشيخ المبجل / راااكان بن أحمد التمياط ، طيب الله ثراه ، مع الدعاء بالصبر والسلوان لذويه وكل محبيه الذين لطالما شملتهم أريحية الفقيد الغالي الشيخ (أبو زيد) وفي الثناء على أريحية وإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير / سلمان بن عبد العزيز ، الذي أمر بنقل الفقيد من الأردن إلى الرياض , آملا أن تجد ولو شيئا من الرضاء والقبول لدى كل منكم.
© 2024 - موقع الشعر