الأمير..

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الأمير.. - محمد الزهراوي

الأمير..
 
فِي وَداع
الشّاعِرمحمّد الطّوبِي
 
أيُّ
نَجْمٍ ثَوى!؟
ما شَمَمْتُ
عَبيراً
أعْبقَ مِنْه.
هاهُوَ ذا
يتَلاشى..
يجْتازُ الْجِسْرَ
يَبْكي شوْقاً
إلَى الْحُضورِ.
هذا الأبْيضُ
رحْبٌ ..وحيدٌ
هوَ فِي هذا
الرّحيلِ مِثْل سَبو
و رَحيلُهُ..
رَحيلُ عُرْس.
أيشْتاقُ ؟..
انْسابَ الشُّعاعُ
جازَفَ
مِثْل قِطارٍ.
مَراكِبُهُ راحِلَةٌ..
اَلْبُعْدُ وحْشٌ
وَالشّوْقُ جَناح.
أبْحرَ!..
وَفيهِ كُلُّ الأحِبّةِ
الذين لَم ألْقَ
مِنْهُمْ أحَداً.
غُرْبَتُهُ غُرْبَتُنا
وَيوهِمُنا..
أنّهُ يضْحَكُ الآنَ.
يُشَيِّعُهُ صوفِيّةٌ..
ليبِرالِيّونَ وقساوِسَةٌ
وهُوَ يُغادِرُنا..
بِعُذوبَةِ الأمْطار.
كانَ مَلْغوماً بِالْعِشْق
يكْرَهُ الدِّيكْتاتورَ
ويَكْرَهُ الْحرْب.
ها هُوَ فِي الْمِرآةِ..
يُلَوِّحُ بالْغِياب.
كُلّ الْبَلابِلِ..
تنْدُبُ موْتهُ الْمُبَكِّرَ.
فاذْهَبْ يا مُحمّد..
حَبيبَتُكَ العذْراءُ
وَاسِعَةٌ فِي
شَواطِئِ الْحُلْمِ.
حَيْثُ لَنْ تكونَ
بعْدَ الْيَوْمِ وَحيداً.
أنْظُروا ماذا أرى
كُلُّ الألْوانِ تَخْتالُ
فِي هذا الْغُصْن.
بِإحْدى يدَيْهِ ورْدَةٌ
وفِي الثّانِيَةِ شُعْلَة.
هذا الْوَعْلُ..
كانَ أميراً عَلى
الأنْهارِ وَالعُشْب.
وهُو الآنَ ملِكٌ
وَ بإزْميلِ الْماءِ..
يُطَرِّزُ العُرْيَ بِالْياقوتِ.
مُحمّد!..
أنا سأَحِنُّ إلَيْكَ
بيْننا الْفِراقُ..
وَأنْتَ أوْجاعي!
فاذْهَبْ مُدنْدِناً
تُظَلِّلُكَ الأقاحي
وَ مُرَقْرِقاً..
مِثْل الْمَسايِلِ.
الْكأْسُ..
أمامَكَ لُؤْلُؤَةٌ
وَأنا لا أتَوقّعُ
أنْ تتَأخّرَ عنِ
الْحانَةِ والقَصيدَة.
إمْشِ أيُّها القُزَحُ
الْمُشَرّدُ فِي
موْكِبِ الزّغاريدِ..
بِلِحافِ ضبابٍ شَفيف.
تأبّطْ سِفْرَ عذابِكَ
فِي وَهَجِ الْمسافَةِ.
وَامْشِ أنْتَ
مزْهُوٌّ فِي بَهائِكَ.
وَنَعْشُكَ الأبْيَضُ هذا
نعْشُنا جَميعاً.
وَحْشِيٌّ هذا
الصّعْلوكُ الْفارِهُ
ها قدْ فقَدَتْ
روحِيَ الآنَ توْأماً.
فاذْهَبْ إلَى
ملَكوتٍ آخَرَ..
ما أنتَ إلاّ
سَحابَةٌ فِي
امْتِدادِ الأخْضَرِ
وسَبو فِي
عَيْنَيْكَ يَغْفو.
هاهُوَ ذو
الْجِراحِ يُوَدِّعُ
القَصيدَة..
سَيِّدَةَ الْجِراحِ.
يهُمُّ بالرّحيلِ
ضاحِكاً كالنّبيذِ.
أَبِهِ وَلَعٌ إلَى..
نجْمَةٍ بَعيدَة ؟
أرى عَلى
فَمِهِ أُغْنِيةً والأحِبّةَ
عَلى أعْتابِهِ كُثْر.
قُضِيَ الأمْرُ..
دَعوهُ يُوَدِّعُ
وَما مِن امْرَأةٍ
تشُقُّ علَيْهِ فِي
هذا الرّحيلِ الْجيْبَ.
ينْحَسِرُ كالْجزْرِ..
إذْهَبْ بِبَراءَتِكَ
فِي رهْبَتِكَ هذِهِ..
مُضاءً بالأسى إلَى
حيْثُ تنْتَظِرُكَ
فِي مِحْرابِها..
سَيِّدَةُ الغُنْج.
 
01 /2004
© 2024 - موقع الشعر