رحيل شاعرة - فؤاد العاشوري

" رحيل شاعرة "
* * *
في الرَّوضِ كُنّا نَلتَقِي " آنا "
وَجَمِيلةٌ في الرَّوضِ لُقيَانَا
 
وَجميلةٌ في الرَّوضِ شَاعِرتي
وَ رَقيقةٌ شِعْراً وَ أَلحانا
 
كانَت تَمُدُّ يَداً أُحِسُّ إذا
صافَحْتُها صَافََحْتُ سُلْطانا
 
 
نَتناشَدُ الأَشعارَ أَعْذَبَها
وَالشِعْرُ يَسْمُو في اللِقا شَانا
 
أَشدُو لها شِعري وَ تُنشدُني
مِن شِعرِها رَوْحاً وَ رَيْحانا
 
أُصغِي لَها حِيناً وَ تَسْمَعُ لي
حِيناً وَ يُصْغي الرَّوضُ أَحيانا
 
 
شاءَ القَضَاءُ بِأَنْ يُفرِّقَنا
وَكَذاكَ شاءَ بِمَوتِها شَانا
 
وَالموتُ مُنْذُ البَدْءِ دَيْدَنُهُ
أنْ يَحْرِمَ الإنسانَ خِلاّنا
 
أَنْ يَسْرِقَ الإنسانَ سَلوتَهُ
أنْ يَسْلِبَ الإنسانَ أَوْطانا
 
 
فَالموتُ لايَرضى لَنَا حَزَناً
حتّى يُضيفَ عليه أَحزانا
 
مَهْما افْتَرَقْنا الحُبُّ يَجمَعُنا
فالحُبُّ غَرْسٌ في خَلايانا
 
وَالحُبُّ رُوحُ اللهِ داخِلَنَا
لولاهُ ماكُنّا وَلا كانا
 
 
لَوْلا الهَوى العُذرِيُّ ما سَكَبَ الْ
إنسانُ يَومَ البَينِ إنسانا
 
وَخَبا جمالُ الكَوْنِ وَانطفأتْ
أَنوارُهُ وَالشِعْرُ ماازْدانا
 
تَسْعى المَنايا أنْ تُفَرِّقَنا
وَ الحُبُّ أقوَى مِن مَنايانا
 
* * *
* * *
 
*(آنا) : إسم الشاعرة
© 2024 - موقع الشعر