رسالة إلى شاعرة ساقطة - أحمد علي سليمان

جهرتِ بغيٍّك ، ما أقبحَهْ
ونفسُك - عن دُعْرها - مُفصحةْ

وسُقتِ الأباطيلَ دون حيا
على الناس مُمْسِية مُصبحة

وأغريتِ جمهوركِ المُكتوي
بنار انحطاطكِ ، ما أوقحَه

وأزهقتِ – بالعُهر - ألبابنا
بلهجة خداعةٍ مُسفحة

هداديكِ ، لا تنكئي جُرحَنا
دعي السبَ واللعنَ والشرشحة

تقولين: أصلحُ أهلَ الهوى
فأين – بأشعارك – المَصلحة؟

لياليكِ تبعث مُرّ الخنا
وفحوى قصيدِكِ مُستقبحة

قصائدُكِ الناشراتُ الأذى
طرحْن الأحاسيسَ كالمَطرحة

وألفاظ شِعركِ ممجوجة
وصَدْعُك بالفسق ما أقبحه

أراكِ فجرتِ ، ولا عودة
وفجْركِ ساق لنا مَطمحه

وتاجرتِ بالدين في خِسةٍ
فهل فزتِ بالصفقة المُربحة؟

وراجت بضاعة مَن دافعتْ
عن الهُزء والرُزء بالدردحة

وأز التخرصُ أسماعَنا
وجمعُك رجّ الهوى مَسرحَه

وسِكينُ غدركِ تحثو الدما
وتُعلنُ مُفتتح المَذبحة

ضحاياكِ: فوجٌ طواه الصدى
وفوجٌ أحالوه للمشرحة

ولمّا سمعتكِ لكْتُ العنا
وصُغتُ - مِن الشعر - مُستملحه

شُعوري تفجّر في خاطري
وما اسطعتُ - بالصبر – أن أكبحه

فقلتُ: أهاجمُ مَن أفسدتْ
وتُوهمنا أنها مُصلحة

وأدحضُ – في الناس - أفكارَها
ورجساً تكلفتُ أن ألمحه

وزوراً أثارتْه مفتونة
ورأياً تعهدتُ أن أشرحه

وحالاً تدنى بأمسيةٍ
تدنت ، فآليتُ أن أصلحه

وسافلة مات - فيها - الحيا
وباتت - إلى هزلها - مُلمِحة

فأدليتُ دلوي ، ولم أدخرْ
نصيحة مَن يبتغي مَربحه

وأجري على الله رب الورى
ومَن يقصد اللهَ ما أنصحه

© 2024 - موقع الشعر