موتاً أحييني - فرحناز فاضل

أضاحكُ ثغرهم مَزِحاً وأُبكيني
وأدعو طولَ عيشهمُ وأُرثيني

لضحكِ قلوبِهم فرحٌ يساورني
وحزني ليسَ شنْآناً فيُخزيني

فكيف أحمّل الأحباب ثقل الهمِّ
من ليستْ همومهُ كالسّكاكينِ

وكيف أعيشُ دون الحزنِ وهْو العمرُ
من عمري .. وغيره ليسَ يرويني

أمرُّ من التذكّر نفسِه النسيانُ
مَن ذا يوقفُ الدّمَ في الشّرايينِ

ومن يهنأْ بِعيشٍ كالفراغ بلا
مسبّبةٍ ولا سببٍ .. ليُفتيني

ولو يدري بأنَّ الحزنَ في الدّنيا
غرامٌ من هيامٍ بات يُشجيني

وبعثٌ آتياً للموتِ في الأخرى
قيامٌ ساعةً في ساحِ تشرينِ

أذكّرُهم هموماً !.. ليس عدلٌ ذا
وليس العدلُ أنساها فأُنسيني

لأنّي بالوفاء عجنتُها طيني
وخطتُ بقِطْع ليلاتي فساتيني

سأحيا الحزنَ في عمري .. أزوّجني
بموتٍ كلّما آتيهِ أُحييني

.....
......

.....
......

فرحناز سجّاد
حسين فاضل

الثالث عشر من تشرين الأوّل 2010م
الثالثة ودقيقات فجراً

© 2024 - موقع الشعر