دفقة من مجون

لـ فرحناز فاضل، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

دفقة من مجون - فرحناز فاضل

وليست كلّ المرايا تقلبُ وجهي على سطحها الباهت ..
السطحي جدّا ..
والزجاجيّ جدا ..
أقول هذا وأنا أرمقني في دوّامة نبيذي الأحمر ..
كم أنّ وجهي منتشٍ بالحمرة والوجع ..
ولم تنوّمني تلكم الحلقات مغناطيسياً ولا رومانسياً
أقلّب الكأس بين كفيّ في دوّامة الضجر ..
وحين أهمُّ على ارتشافِ ألمي جرعة سُكرٍ ..
يصطدم أنفي بقطعتي الثلج ..
برررررررررد يتفاقم فوق الأنفاس ..
تخجل الأبخرة الصاعدة منّي ..
فتغطيني بضباب اللاوعي ..
وتتبادر سحاباً يغطي عن عيني تفكيري الساطع ..
حينها فقط تنفرج تلكم العينان بعد ضيق ونهار ..
التشتّت طقسٌ ضبابيٌّ برذاذ التوهان الخفيف
لذيذ هذا التمرغ في الضياع العارم
ويحلو في ليلٍ لطيف السكون ،، عفيف الظلمة
تتلوّى سيجارتي على مقعدها في المنفضة
وتطلق صفّارات دخانها الصاخبة
والتي سرعان ما تهدأ
فاستنشقها في عملية إغاثة بالتنفّس الصناعي
في واقعة غزل فاضح وعناق دامٍ
أقبّل كأسي الباردة ..
أقبّلها على جلدها الخارجي ..
وأمرّر شفتيّ على تضاريسها
وأنا أصغي إلى كرياتها وهي تناجي
أقرّبُها من فمي ..
أغلقُ عينيّ ..
أغفو بين ذراعي موتي ..
لماذا لم أدخل في السبات الأبدي ..!!
 
فرحناز سجّاد حسين فاضل
31 - تشرين الأول - 2012م
© 2024 - موقع الشعر