مواطن صح

لـ شائم الهمزاني، ، في الوطنيات، آخر تحديث

مواطن صح - شائم الهمزاني

يا صاحبي بالسجن لا تشكي الحال
إنته وأنا بالسجن ما فيك فيني

بلشان في عمري بتسعين ولوال
ويش أسعفك من حسرتي يا ضنيني؟!

لكن ؛ رجاجيلٍ ومن حولنا رجال
جميعنا على القهر صابريني

حرية الساعة تساوي من المال
لو باشتريها ما تحوشه يديني

بين العنابر والزنازين جوال
أحسني فيها ذليل مهيني

أقعد وأقوم من الملل والتمللال
أجتر ذكريات ماضي سنيني

لو قلت وا ويلااه من ضيقة البال
ما حَس بي قلب رحيم يليني

بالمعتقل مأسور بأصفاد وأغلال
والله ؛ هو القادر على الظالميني

عواطفي تندى على واهج اللال
والروح ما هي أبدا تستكيني

قالوا هلك فرعون ! فرعون لازال
وأعوذ بالله من إبليس اللعيني

جنود وكلبش وقيد وأبواب وأقفال
صرح من الطغيان حصنه مكيني

والمشكلة لو صرت في عزبة أنذال
وفقني الله عزبة الطيبيني

عزبة (عوال العود)قحطان الأبطال
وجه الفلح يلفي على الفالحيني

ما بينهم كني مع أخوان وعيال
ولا أحَمْد غير الله ولا استعيني

وأرجوك أنا يا صاحبي دونما جْدال
اسمع مني ..ماني على ماتبيني

خل (الجرايد والعفو) قال ما قال
العفو : عند الله وله مرتجيني

ذيول على روسٍ وروس على اذيال
وش عاد ترجي منهم المفلسيني؟!

(القاع) له من عدة سنين ما سال!
أسباب قل العدل بالحاكميني

خله على ربك بلا قيد وعقال
تسير على نية الغافليني

وفل الحجاج وصل يا طيب الفال
وش في يدينك عاد وش في يديني؟!

نبي نغني (لأم كلثوم الأطلال)
ولا باس لو تالي غنانا ونيني

بالصدر نار يالأخو تشعل إشعال
والسالفة لك واسمع الحاضريني

عندي (بنية) توها بين الأطفال
تقول: بابا بعد بكرا يجيني!

ويجيب لي العاب من كل الأشكال
يا حسرتي لو تدري إني سجيني!

يهل دمعي فوق الأوجان همال
إلى تخيلت إنها تحتريني

فيه مرةْ ؛ أذكر كلمتني بجوال
تقول وينك ؟ قلت ما أعرف ويني؟!

أنتي : هياء في مهجة الروح شلال
حاديه في حد البطين الأذيني

وأنا قريب بس في دربنا حاال
وش حال لو تدرين بينك وبيني؟!

البطش والطغيان بالسيف سلال
في تهمة الإصلاح والمصلحيني

نطقت (كلمة حق) لإصلاح الأحوال
شيء أسمعه بإذني وأشوفه بعيني

قالوا تعال وأنت من ( خمة الدال)
صوتك يصحي بيننا النايميني

خلك (مواطن صح) في بشت وعقال
تشوف فينا (الشين) وتقول : زيني

دورك ملمع وإن ترقيت حمال
ولا نبي في وضعنا ناصحيني

منا استمع تفسير (طه والأنفال)
لا تستمع من غيرنا (المارقيني)

وسبح بحمد وجودنا صبح وآصال
بأنهم ؛ إلى الأبد خالديني

مثل النساء يبوننا نلبس شيال
وفي غنجهن نمشي لهم بالهويني

نركع لمنتهم على تْفَال وريال
راضين والزعلان وال (ضرطتيني)

(شيوخ القبايل) بين سايق وطبَّال
على هواهم يطرق الطبلتيني

غاوي بهم ما يعَرف لا عم لا خال
ما يدري إنه (معايد القريتيني)

يعيش حالة زيف في عز الإذلال
وإعجابها المغلوب بالغالبيني

ويبون عالِمنا منافق ودجال
ومهجّن التكوين شكله رزيني

مغسول وجهه بالمرق كله حْثال
يلوِّث عقول الناس في (حيني صيني)

ما تنحجب شمس الحقيقة بغربال
شمس الضحى يشوفها الناظريني

استغفر الله بالمثل نضرب أمثال
يا كثر منهم بيننا السامعيني

لو القمر وسط الشهر يطلع هلال
ونضوي بظلماء ليلنا شمعتيني

عبر الفضاء تبدو لنا آفاق وآمال
وفينا تكامل بالشمال اليميني

بأهدافنا يدنو من الدرب ما طال
ويشدنا مع بعض حبلٌ متيني

وبلادنا من عقب حلٍّ وترحال
فيها الرخاء كنه على الرافديني

(جزيرة محمد) من الجال للجال
إلى اليمن والشام بالقبلتيني

يصبح بها وجودنا أقوال وأفعال
في كل حدب وصوب نرطن رطيني

ونزفها مثل العروسة للأجيال
بإسلامها تستنفر الفاتحيني

وتبدو لنا (إسرائيل) من غير سروال
و(الدائن) اللدود يبدو مديني

وتأتي لها أفواج من الناس تنهال
من كل حدب وصوب مستبشريني

ب(سلاح موسى) دونما جنود وارتال
و(سلاح سيد الخلق) (وحيٌ مبيني)

حتى يزلزلهم عن الأرض زلزال
ونشوفهم عن (شامنا) راحليني

و(القدس) تأخذ طورها عند الإكمال
في (راية السلام) للعالميني

مناسبة القصيدة

في الاعتقال يهتم المعتقلون يأخبار وشائعات العفو خاصة في مناسبات الوفاة ورمضان ونحو ذلك وبعضهم من شدة التعلق بهذا الأمر تصيبه إحالة هوس مع أنه لم يحدث ان شمل أي عفو مثل قضايا الرأي ونحوها المهم هنا جاءت هذه القصيدة الموجهة لأصحابه في السجن
© 2024 - موقع الشعر