تنهيدة المساء - جيلان زيدان

ألوحُ, تروحُ, أجيئكَ لهفى
ولا يومَ تطرقُ شُرفاتيةْ
 
أما قدْ علمتَ بأنّ شموخي
يُجرجَر باللهفةِ الطاغيةْ ؟
 
أما قد علمتَ بأن انطوائي
ثنى وهج عمري وإشراقيةْ ؟
 
أما قد علمتَ بأنّ وريدي
مجافٍ -بِبُعدكَ- شريانيةْ
 
يوشّحُ موتي رواحٌ وغدْوٌ
وأحيا ولكنّني النائية
 
فماذا عسايَ أقولُ لعمري
وماذا عسايَ..... أيا ما ليا
 
بماذا أهدهدُ جرحًا فصيحًا
سقتهُ كؤوسُ الهوى القاسيةْ ؟!
 
تطوف تباريحُ شوقي بليلي
فأهرعُ جريًا على الساقيةْ
 
وليس ستطفئُ عينُ السواقي...
وعينُكَ تنأى بأعوانيةْ !
 
أحبكَ قبلَ انتزاعي طريقي
وبعدَ السقوطِ بأعماقيةْ
 
أحبكَ أوجَ احتساءِ الليالي
ووقت انعطافاتها الضاريةْ
 
فهل يا تراكَ ستغرقُ جفني
ليطفوَ دمعٌ بأحزانية ؟
 
كئيبٌ مدادي , فمن ذوبِ شمعي
يضيء بظلماتهِ الخابيةْ
 
وعيناكَ تعلمُ أنّ التصبُّرْ
تواشيحُ رقنِ الضنى الباليةْ
 
أنا إن رضيتَ.. ,, أكنْ كالبقايا
وألقى الطِّعانَ بأشواقيةْ
 
وأرحلُ فورًا وأتركُ روحي
بجسمكَ ترضى .. وإن ساجيةْ
 
 
 
 
....
© 2024 - موقع الشعر