طفله!وضميرُ قاسي! - محمد الشيباني

في ذات ليله مررت من أحد الممرات
 
 
ورأيت طفله تلبس الزي الأحمر الجميل ووجهها ك البدر مضيء ونوره يملئ المكان ب الرغم من الظلام الدامس
 
 
رأيتها وقد انهكتها الدموع وهمومها قد بعثرت ملامحها وحزنها الشديد محطم لها جميع آمالها
 
 
رأيتها وكانت تنظر ألي بنظرةٍ كسيفه وكأننها تقول ارجو مساعدتك ولو بالقليل
 
 
كنت أقول بيني وبين نفسي هل هي مجنونه تلك الفتاه ؟!
 
 
ذهبت وتركتها تنام على احزانها وهمومها ودموعها على سقف وجنتيها لم يتجرأ احد ويمسحها لها
 
 
خلدت إلى النوم ولم أفكر بها !
 
 
وفي الليلة الاخرى ممرت بها ورأيتها مثل ما رأيتها الليلة السابقة !
 
 
وسألت جميع الماره مابها تلك الفتاه؟!
 
 
فقالوا لي: وانت ما شأنك هل أتت إليك تشتكي؟!
 
 
أتركها وشأنها فنحن لسنا مسؤولين سوى عن انفسنا !
 
 
تضجرت من كلامهم حولها لكن قساوة القلب لم تتركني اذهب لها وأواسيها على مابها!
 
 
ف ذهبت وتركتها وقمت انظر إليها حتى اذان الفجر من الشباك وهي على حالها المشين تبكي وتنوح وتستنجد ولاحياة لمن تنادي
 
 
في الليلة الآخرى عزمت ان اذهب واسألها مابها
 
 
فمررت بها ووجدتها على نفس حالها
 
 
ف سألتها: ياطفلتي لقد أحزنني ما أنتي فيه منذ 3 أيام..ألا تقولي لي ما بك ؟!
 
 
ف قالت: وهي متشائمه : وهل تستطيع إنقاذي من ما انا فيه واعادتي للحياه من جديد؟!
 
 
ف قلت: سأفعل ما بوسعي
 
 
ف قالت: ذهب أغلبية أحبابي وتركوني لوحدي
 
 
ذهبوا ب قدرة قادر .. ذهبوا ولم يتركوا لي سوى ذِكراهم هُنا وهُناك
 
 
ذهبوا ف هل لك أن تردهم لي؟!
 
 
ف ألجمني كلامها وأدركت أن أغلبية أحبابها رحلوا ب قدرة قادر إلى الآخره
 
 
ف قلت لها: ياطفلتي
 
 
كيف صار هذا وهل هم رحلوا ف يومٍ واحد ومالسبب في رحيلهم وأين أهل الحي عنك طوال هذه الفتره؟!
 
 
ف قالت كل يوم يرحل منهم عدداً ليس ب القليل حتى لم يتبقى منهم سوى القليل
 
 
أما السبب ف هو حقد ٍ دفين يسعى هذا الحقد ل تدمير جميع المسلمين في أنحاء المعموره
 
 
أما أهل الحي ومن هم بجوارنا ف لقد تجاهلونا ولم ينظروا إلينا بل منهم من قال هذا جزاء ما فعلت أيمانكم !
 
 
ف حزنت حُزناً شديداً على ما أصابها
 
 
ف رحلت عنها إلى أهل الحي
 
 
أستنجد بهم ف قالوا لي وبكل برود: هل تلك الفتاه تُريد معطفاً يدفيها أثناء الشتاء أم تريد طعاماً ؟! ليس لدينا إلا هذا؟؟
 
 
ف قلت لهم: الا تشدون من أزرها وتفرجون عليها كربتها ف من فرج على مسلم كربه ف الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب الآخره..
 
 
 
ف قالوا: أسمح لنا ف ضميرنا يعربي ؟!
 
 
 
ف عدت إليها وقلت سامحينا ف ضميرنا يعربي
 
 
ف أبتسمت وقالت
 
 
لو بكم عزه لأنقذتوا طفلةٍ حسناء لها الآن 60 عاماً ولم يغير الشيب والكبر في حُسنها شيء ولا زالت تستنجد بكم !
 
 
ف أطلبوا العذر من الله قبل أن تطلبوه مني.,.
 
 
 
 
 
ب قلمي
 
 
محمد الشيباني
© 2024 - موقع الشعر