قبس في منتصف الطريق - لطيفة حساني

فكم اتّبعت معالما ومجاهلا
حتى تجلى لي زمان قد خلا
 
ورجعت تاريخا يسافر في المدى
من عهد درويش لعهد أبي العلا
 
طورا أحلق في ضباب مدينتي
ويفر شوقي تارة نحو الفلا
 
وأغوص في بحر اغتراب قاتل
واسيح في وطن تسامى للعلا
 
وكشفت عن وجه القريض لثامه
حتى اطّلعت على ملامحه الألى
 
فوجدت فيه ملامحي ومحاسني
وبكاء جفن بالرماد تكحلا
 
وحلاوة ذابت بنهر طفولتي
وكؤوس أحزان سقتني حنظلا
 
فكأنني في عين ضبي دمعة
إذ طوقوه وخلفوه مكبلا
 
وكأنني قلق المشوق إذا درى
بكفوف من شقوا الطريق الأجملا
 
يتأجلون كغربة محدودة
فلطالما المجد الشريف تأجلا
 
عتّقت فجري في سماء ترقبي
حتى وصلت وما اكتفيت توصلا
 
ياشعلة البوح التي لاتنطفي
أوقدت نهرا من ضياء سلسلا
 
من واحة الزيبان جئت قصيدة
وعدت فصول الشعر ألاّ تذبلا
 
بسط القريض الكف حتى أنني
أصبحت في كف القريض أناملا
 
قد ذبت في أنشودتي تفعيلة
واخترت من بين البحور الكاملا
 
أشدو فيصدح من عميق جوارحي
وطن يضم طفولة وبلابلا
 
مرغت حرفي في التراب تولها
فاخضر يوقظ في الفؤاد سنابلا
 
أنا من جعلت من السديم بدايتي
وجعلت أقطار السماء منازلا
 
مادام لي مجد يسافر في السما
لا نجم إلا كان تحتي نازلا
15مارس 2011
© 2024 - موقع الشعر