أسماء

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 703

أسماء - الطاهر الصوني

مشكاتُك انطفأت رؤاها ، أظلمَتْ
بعد انسيابك في الفلا الأنواء

رسم عليه وقفت تسأله الهوى
و صببت دمعَك فاعتراك الداء

تمشي على وقع الرياح منكِّساع
لم الإباء ، فحصْنُك الظلماءُ

تمشي يزُفُّك نبضك الوهمي في
زهو الخطى فتقضُّك الأعباءُ

يغريك رسم دارس بالموت من
أجل الإمارة همُّك الإغواء

تُلغي الفصول و تخلع الأسماء عن
غاباتها قد هالَك الإعياءُ

ماتت ليالي الحب و انتحرت على
باب المراثي بغتة أسماءُ

رحلَتْ فهَامَ القلب يبحث في الفلا ،
ماتت فهل لك بعدها الأضواء ؟

فهنا أقمت لها الرياح منازلا
و هنا الغيابُ حصونُها الصمَّاءُ

تبكي على أسماء من زمن الصبا
تبني المدى فتهدٌّه الأصداء ؟

كانت سماؤك يوم أن رحلَتْ بلا
غيم ، يُظِلُّ نجومَها الإمساءُ

فانْسلَّ من وجع الظلام هُيامها
وتَهيَّجتْ أرياحها الهوجاءُ

من كل وجه عُرِّيَتْ و غدت لها
فيك البوارج زفَّهنَّ الماءُ

و تظل تبحث في الرؤى عن وجهها
فتصدُّك الأرياح و الأنواءُ

سقطت يداك حملتها و امتد في
جُب المرايا صوتك الرغَّاء

ففقأت عين الخوف بعد رحيلها
و حملت صخر الحرف حيث تشاء

سيزيف ينبض في قرارك ، شاردا
شد الرحال ، تَحُفُّه الأصداءُ

سقطت يداك ،تركتها ، و أقم
ت عرسك في المدى لم تثنك الرمضاء

و تظل تمسك بالردى ، فتطوف من
وجع إلى وجع بها الأسماء

أسماء يا أسماء ، و انصهر الصدى
في جبها ، رُجَّ الثرى و الماء

© 2024 - موقع الشعر