رسول الله في دمنا ( الشاعر : مديح أبوزيد) - مديح أبوزيد

يا لائمَ القلب ؛إنَّ الحُبّ ذو شَجَن
فخَفِّف اللومَ ما في الحُبِّ من تُهم

فكيف أكْتُمُ شوْقا لسْتُ أمْلكُهُ
ذكْرُ الحبيبِ جلاءُ الخَوْف والألمِ

تالله ما ساءني منْ حبِّهم كَدَرٌ
صفُو الطِّباعِ بهذا الحُبِّ والشِّيمِ

وكيْفَ يخشى الضنى منْ لهُ نَهمٌ
لسيِّدِ الخَلْق في حِلٍّ وفي حرَمِ

النَّاسُ تطْربُ في شَوْقٍ لغانيةٍ
والفوزُ عندى حُبُّ السيدِ العَلَمِ

وكُلُّ حُبٍّ سوى المُخْتارٍ في نَدَمٍ
أمَّا حبيبى داوى القلبَ من نَدَمِ

هلْ يسْتوي يا رسولَ الله مادحكمْ
بمنْ يكيلُ لكُم كيداٌ كما الظُّلَمِ؟!

أمْ هلْ يكونُ سواءً منْ يُجِلِّكُمُ
ومَنْ يُجِلُّ رِعاعَ الكُفرِ والصَّنَمِ؟!

رُمْتُ الجِنانَ وقد أحببتُ رحْمَتنا
رَغْم الذّنُوبِ ؛ وهُم في مرْتَعٍ وخمِ

جَهْلُ البُغاةِ بخيرِ النَّاسِ منْزلةٌ
أعْمى العيونَ ،وأرْدى السَّمْعَ بالصَّممِ

تبتْ يدا مَنْ ساءَكُمْ أدباٌ
أوْ رامَ سوءَتَكُم بالفعْل أو كلِم

رسْمٌ تبَّجح فيه الكُفْرُ واتضحت
سفاهةُ القوم بعْد الكيد والسأمِ

قد كانَ كيداً وتنكيلا وما علموا
أنَّ السَّفاهةَ كيدُ العاجز الوخِمِ

لو أنْصفَ القومُ ما ضلَّتْ مذاهبُهُم
وما تَعَامتْ عيونُ العُرْب والعَجَمِ

لمَّا وهنَّا وملَّ السَّيْفُ رعْشتَنَا
تَبجَّحَتْ سقْطةُ الأقْوام والأُممِ

يا أكْرمَ الخَلْقِ ؛ إنَّ الذَّنْبَ أُمَّتُنا
أضْحَتْ لذُّلِّ الهوَى في ذِلَّةٍ تهِمِ

لو عادتْ الأمَّةُ الحيْرى لسيرتِكُم
لأهْدتْ النُّورَ صوْبَ الشَّمْسِ والنُّجُمِ

ولدتَ فازدان ربيعُ الكون في فرحٍ
وزلزل العدْلُ عرْشَ الظُّلم والنِّقَمِ

وأشْرقَ الحُبُّ مُشْتاقاً لطلْعتكُم
وأيْنَعَ الطُّهْرُ نبْتَ الجُود والكَرَمِ

يا مَنْ أضَاءَ ربُوعَ الكوْنِ مولدُهُ
أحْيا بك اللهُ أقْواماً من َالعدَمِ

شَرَّفتَ أشْرَفَ انْسابٍ بكَ اخْتُتمَتْ
يا طِيبَ أنْسابٍ يا خيْرَمُختتمِ

فما على الأرْضِ شىءٌ حين مقْدمكُمْ
إلاَّ تزَّينَ بالأخْلاقِ والشِّيم

فأنْتَ دعْوةُ إبراهيم من قِدَمٍ
بُشْرى المسيحِ بقوْلٍ غيْر مُنْكتمِ

وأنْتَ رحْمةُ ربي قد أضاء بكُم
وجْه الحياة بنورٍ غير مُنْهَزمِ

© 2024 - موقع الشعر