لهذي الجموع

لـ نجيب سرور، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

لهذي الجموع - نجيب سرور

فتاتى .. ما غيرتنى السنون و لا غيرتك
 
احبك مازلت .. لكنني
 
صحوت على صرخات الجموع
 
و خطو الفناء الى أمتي
 
رأيت الحياة تموت هناك
 
على مذبح اليأس فى قريتي
 
تريد النشور !
 
أفاتنتى .. ان مضى السالكون
 
على أرضنا فى الصباح القريب
 
يلمون فى النور آثارنا
 
فماذا تراه يقول الدليل
 
اذا سألوه عن الحالمين
 
عن اللاعبين .. عن الشاربين
 
عن الراقصين .. عن السامرين
 
عن النائمين بليل الدموع
 
على زفرات النفوس الموات
 
عن الهائمين ببحر الدماء
 
على زورق من جناح الخيال
 
و قد غلفوا بالنبيذ العيون
 
و مرت عليهم جموع الجياع و مروا عليها ..
 
فلم يلمحوا ذله البائسين
 
ولم يسمعوا أنة اليائسين
 
وراحوا يصوغون فى حلمهم
 
عقود الدخان
 
كما ينسخ العنكبوب الخيوط
 
فماذا تراه يقول الدليل ؟
 
أأسمع وقع خطى الطاغيه
 
يدب على حثث الساقطين
 
و يطحن بالنعل كل الجباه
 
وأقعد .. لا أستفز الحياه
 
و أحلم .. لا أستثير الجموع
 
لتضرب بالنعل عن الطغاة
 
لتحيا الحياة ؟
 
أأسمع حشرجة الأشقياء
 
يئنون من قسوة العاصفه
 
و قد لفحتهم رياح السموم
 
و أجلس كالطفل أحصى النجوم ؟ !
 
أأسمع قهقهة الطاغية
 
يسير بمركبه آمنا
 
فخورا كنوح
 
و قد أغرق القوم طوفانه
 
وأقعد لا أخرق المركبا ..
 
ولا أنفخ الروح فى الغارقين ؟ !
 
أأحلم و الليل من حوليه
 
دعاء يؤرق عين السماء
 
ولكنها لا تجيب الدعاء
 
وهل أهب الكأس الحانيه
 
ولا أهب الشعب لحن القيام ؟ !
 
...
 
أفاتنتى .. فى احمرار الورود على وجنتيك
 
رأيت الدماء
 
دماء المساكين فى قريتي
 
يعيشون كالدود فى مقبره
 
هم الدود و الميت يافتنتى !
 
أفاتنتى .. فى اختناق السواد على مقلتيك
 
رأيت الشقاء
 
يلف بأذرعه الهاصره
 
جسوم الملايين من أمتى !
 
أفاتنتى فى انسياب الحياة على شفتيك
 
رأيت الجفاف
 
رأيت سراب الحياة الشحيح
 
تصوره لهفة الظامئين
 
وهذى النجوم عيون العبيد تطل علينا
 
و قد جحظت بالعذاب المقل
 
أفاتنتى و رأيت الرءوس ألوف الرءوس
 
معلقة فى فروع الشجر
 
وقد شنقتها حبال الشتاء كشنق الثمر
 
وسوقا كبيره
 
يباع بها عرق الكادحين
 
بسعر التراب , ولحم البشر
 
أفاتنتى ورأيت الجموع
 
تسير بمصباحها المختنق
 
لتبحث عن لقمة ضائعة
 
ويأتى المساء ..
 
فتأوى الى جحرها جائعه
 
وفى كفها حسرة ضارعه
 
وتطوى على جوعها يأسها
 
كما تنطوى فى الثرى قوقعه
 
ويسدل ستر الظلام الكثيف
 
على مشهد من صراع الحياه
 
ليبدأ فى الصبح فصل جديد
 
فتمضى الجموع بمصباحها
 
" لتبحث عن لقمة ضائعه "
 
فهل أهب الكاس ألحانيه
 
وقد زرعوا أرضنا بالعذاب ؟
 
فتاتى .. ما غيرتنى السنون ولا غيرتك
 
أحبك ما زلت لكنني
 
وهبت النشيد لهذى الجموع !
© 2024 - موقع الشعر