غادة

لـ محفوظ فرج، ، في غير مصنف، آخر تحديث

غادة - محفوظ فرج

خذ يا شعر بمركبك
 
الحالم كل سلال الورد
 
وطوق( غادة) فيها
 
واحملنا نحو الشطآن
 
الجذلى بالنغمات الآشورية
 
خذني أقرأ في عينيها
 
تاريخ العشاق المهووسين وكيف
 
يغيب العاشق في المعشوق
 
ففي الكحل الغالي لمسات من
 
أول سطر خطته يدي
 
فوق ثراها الرباني
 
هذي أرضي لا تنسى الأنفاس
 
المحمومة في فيض حنان
 
لا تنسى كفين رقيقين
 
ربتا فوق الأعباء
 
ولمّا أوراق نثاري من غور الأردن
 
على ساحل نهر الليطاني
 
تحت الأنقاض
 
بأرصفة الكرخ
 
في كل فناء كانت غادة
 
تروي للأطفال المحروقين بنار الحقد
 
أحاديث محبة
 
بسخاء الدمع تضمد جرحي العابر
 
من كل محيطات الدنيا
 
تسبقني في الجري
 
فأعدو خلف سطور النارنج
 
الغاطس موج ندى قداحه
 
بين جدائلها والخصر الأهيف
 
أقول حنانك يا مجنونة
 
منذ زمان وأنا أبحث عن سيل يجرفني من سنجار
 
إلى ساحة سعد
 
من سبتة حتى وديان قنا
 
ألقى( دنيا )
 
وهي تمشط شعر ضفاف النيل
 
في أهداب فرعونة
 
أقول لغادة تلك حبيبة روحي
 
ما فارقت الشط
 
مذ وجدتني مجموع حروف تلمع
 
بين السيل تهاوى نحوي
 
اجنحة النورس
 
تسألني عنك
 
أقول المجنونة ألقتني بين سلاسل حمرين
 
قالت لي سأعود
 
أنا منتظرا طلتها في وجه أكدي لم اتبين شيئا
 
من سمرته المعجونة في روحي
 
يفرق عن ملمح وجهي
 
الا الكحل النائم فوق سواحل خديها
 
أثقل من حزني
 
الآن وقد أرخى الموج جدائله
 
عانق أرجل رف طيور الدراج
 
الراحل في دورتي الدموية
 
تلتف شباكك حولي
 
من إيماءة طرف أو بسمة عينين
 
تغيب بقيعان حروفي
 
أقول حبيبة روحي غادة
 
تلك مرابعنا وثغاء شياه مراعي
 
مخمور تسمعها بنت الشطرة
 
لفّي الشال على خصرك
 
ولنمض الى مدخل تل الصوان
 
نقول لكاهنة المعبد
 
إنا قبل جفاف الماء
 
قبل الدلتا
 
ضعنا بين بساتين الخالص
 
والوديان السامرائية
 
اتحد القلب مع القلب بجذع نارنجي
 
وظل الحب بجذرينا
 
يتناسل
 
حتى امتد ذراع الثرثار
 
والقى غريننا
 
لوح جسدينا شوق ناري
 
يسري نسغ الحب به أبديا
 
يا كاهنة المعبد آوينا ليلة عشق
 
اتملى في فتنتها
 
تتملى في عينيّ
 
سنسقط حال تلاقي عينينا في غيبوبة
 
لايوقظنا إلا اسم الله
 
المحفوفة فيه مضاربنا
 
يا كاهنة المعبد
 
دعينا نأخذ ورد الطهر نبارك فيه
 
المركب حين يحدد وجهته
 
نحو الأصقاع العذرية
 
نركنه تحت ظلال البرحي وندلف
 
في أعماق الغابة
 
أتنشق من أنفاسك إكسير خلودي
 
أقول حنانك يا مجنونة
 
لمي أشتاتي
 
في كفيك الناعمتين خذيني أتشكل
 
مما يتعتق من فيض خيالك
 
وكما يهوى هاجس عشقي
 
حين يباغته مرمر رمان الكتفين
 
لن أنسى حين وجدتك في مكتبة الكلية
 
توهمتُ
 
نوارة هذي أم غادة؟
 
كان الخشب الزان يلامس
 
وهج الحرف الطافح من شفتيك
 
توهمتُ اللون الخمري
 
الساحر والشعر المسدول
 
يراقص أوردتي
 
معجون في ماء فرات ام دجلة
 
كنت تغضين الطرف
 
ينام على ورد الخدين
 
ينام على صحوة أوجاع اليوم الدامي
 
في بغداد
 
رافقنا الدمعُ
 
منذ (نرام سين )
 
منذ أبيحت مخطوطات البردي العبرية
 
في دار الكتب
 
أعلم ان الحزن يطوق أبعاد الرؤيا
 
في نظراتك
 
أعلم أن الحسن المخبوء وراء الظاهر من فتنتك الملكية
 
انفردت روحك فيه
 
 
أعلم انك قافيتي المنزوعة من أقصى
 
الشريان
 
أعلم حين تغيبين
 
تظل حمامات الكرخ الفضية
 
تدور على قبة نصب الجندي المجهول
 
غادة غادة
 
يا حبي المفروش بهدب العينين
 
على طول مرافئ نهر الزاب
 
يا شجني الغجري الغاطس
 
في قاع الغراف
 
بوصلتي أنت
 
تبعثرني الأدغال
 
يسلمني شجر الغَرَب
 
الرابض خلف كهوف الدلتا
 
للماء الجاري
 
فألوذ بدارة نخلك
 
تحملني عربات المارنز
 
تلقيني بين نفايات اليورانيوم
 
أسمع وقع خطاك
 
تدوس على اوصالي موسيقى
 
تبعثني
 
لحنا أمّوريا يتسلل حتى اخر عرق
 
ينبض في تربة حناء الفاو
© 2024 - موقع الشعر