صرخة غزة

لـ محمود مهيدات، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

صرخة غزة - محمود مهيدات

في كلِّ حين ٍ للمجازر ِ موسمُ
في كلِّ وقت ٍ للعروبة مأتمُ

واليومُ قد فاقَ المواسمَ كلَّها
ذا شهرُ كانون ٍ وأنت مُحرَّمُ

ذي غزةٌ زُفَّتْ مواكبُ عرسِها
نحو الشهادة يا بغاثُ فسلِّموا

ذي غزةٌ زَفَّتْ بناتِ خدورِها
نحو العلا والمجدِ، هيّا فاعلموا

صَرَختْ تنادي أهلَها من يَعرب
هلاَّ سمعتم يا طغاةُ؟ تكلَّموا!

وعَلَتْ قبابَ القدس منها صرخةٌ
وعلا عويلُ النائحاتِ، فأقدموا!

جُرُسُ الكنائس ٍ رنَّمتْ أحزانها
لا تيأسوا يا قومُ لا تستسلموا

ها هم بنو صهيونَ صبُّوا نارهمْ
فوق النساءِ، وكم صِغار ٍ يَتَّموا!

كم من شيوخ ٍ قتَّلتْ نيرانُهمْ
كم هجَّروا كم من رضيع ٍ أعدموا

عَمَّ الدمارُ ثغورَ غزةَ كلَّها
حتى المساجدَ والمدارسَ هدَّموا

فنرى النساءَ مع الشيوخ تجندلتْ
ونرى المنازلَ كلَّها تتهدَّمُ

ونرى الطفولة ذُبِّحتْ في مهدها
جسدُ الطفولةِ هامدٌ متفحِّمُ

تلكمْ عيونُ الثاكلاتِ تمطَّرتْ
دمعاً سكوباً إذ يلوِّنه الدمُ

وشتاتُ أمتنا يطالعُ شاشةً
وثغورُ غزةَ بالشهادةِ تغنمُ

وتهدَّمتْ أركانُ غزةَ كلُّها
مَلأتْ شوارعَها دماءٌ عَندمُ

فالعالم العربي أضحى دمية
يلهو بها الغربيُّ بل يترنَّمُ

والعالم العربي أصبح لعبة
للحرب يُجريها عدوٌّ أغشمُ

والحاكم العربي يلهو ماجناً
كرسيُّه فخمٌ وتاجٌ أفخمُ

والحاكم العربي عبدُ وضاعةٍ
ومن الكرامةِ والمروءةِ مُعدَمُ

والحاكم العربي وغدٌ خائنٌ
فالقلب مخذولٌ وسيفٌ أثلمُ

والقادة الأذنابُ تُعلنُ خُلْفَها
ذلاًّ وطعمُ الذلِّ مرٌّ علقمُ

لا يسمعون نداءَ شعب ٍ بائس
لا يُبصرون القتلَ، صُمُّوا وعَمُوا

يا قادةَ العَرَب ِ اجمَعوا أشتاتَكمْ
لا تسكتوا جُبناً ولا تتشرذموا

يا قادة الأعراب ِ هُبّوا نجدةً
وإلى فلسطينَ الشهيدةَ يمِّموا

إنْ تسكتوا ذلاًّ فهذا دأبكمْ
أو تسكتوا جُبْناً، فذلك أعظمُ

© 2024 - موقع الشعر