نيسان

لـ محمود مهيدات، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

نيسان - محمود مهيدات

هَلَّ نَيْسَانُ بِزَهْرَهْ
لِلدُّنَى يَنْشُرُ عِطْرَهْ

فَهْيَ لِلْعَيْنِ ضِيَاءٌ
وَهْيَ فِي قَلْبِيَ دُرَّهْ

هَلَّ نَيْسَانُ عَلَيْنَا
لِلْوَرَى يَبْعَثُ سِرَّهْ

زَارَنَا فَصْلٌ جَمِيلٌ
مُزْهِرٌ يُرْسِلُ نَشْرَهْ

زَائِرٌ يَزْدَادُ حُسْنا
كُلَّمَا أَطْلَعَ زَهْرَهْ

إنَّهُ لِلُّطْفِ تَاجٌ
إنَّهُ لَلْحُسْنِ غُرَّهْ

صَائِغٌ يَسْبِكُ دُرّاً
مُفْلِقٌ يَنْظُمُ شِعْرَهْ

غَائِصٌ يَسْبُرُ بَحْرَاً
كَاتِبٌ يُبْدِعُ نَثْرَهْ

والأزَاهِيرُ وِشَاحٌ
زَيَّنَتْ لِلرَّوْضِ خِصْرَهْ

وَزَرَابِيُّ رَبِيعٍ
بَيْنَ ألْوَانٍ وَخُضْرهْ

قَبَّلَ الأزْهَارَ نَحْلٌ
نَاشِطٌ يَسْبُرُ غَوْرَهْ

يَطْلُبُ الشَّهْدَ رَحِيقاً
ثُمَّ نَجْنِيهِ بِوَفْرَه

عَانَقَ الأغْصَانَ طَيْرٌ
وَبِهَا أَنْشَأَ وَكْرِهْ

والعَصَافِيرُ تُغَنِّي
والدُّجَى يُطْلِعُ فَجْرَهْ

ونَسِيمُ الصُّبْحِ رَطْبٌ
تَسْتَشِفُّ الرُّوحُ سِحْرَهْ

وَمُروجٌ خَضِرَاتٌ
مرْتَعٌ للِْغِيدِ بُكْرَهْ

وَهْيَ أثْوابٌ بِوَشْيٍ
حُمْرَةٌ فِيهَا وَصُفْرَهْ

فارْقُب القُطْعَانَ فِيهَا
واسْتَمِعْ لِلْنَايِ فَتْرَهْ

جُؤْذَرٌ فِيهَا تَثَنَّى
وأبَانَ الرِّيمُ نَحْرَهْ

وَالمَهَا يَرْتَعُ فِيهَا
بَيْنَ رُعْبُوبٍ وَبَكْرَهْ

وَعُيُونٌ سَاحِرَاتٌ
أشْعَلَتْ فِي القَلْب ِثَوْرَهْ

تَحْبُكُ الزَّهْرَ وِشَاحَاً
وَحَذَاهَا الوَرْدُ حُمْرَهْ

فَبَدَا وَجْهُ مَلاكٍ
مُشْرَبٌ وَالفُلُّ ثَغْرَهْ

أبْهَجَ النَّفْسَ رَبِيعٌ
وَهَدَى لِلرُّوحِ طُهْرَهْ

© 2024 - موقع الشعر