إلى بغداد - محمود مهيدات

بَغدادُ يا أُماً حَنِيَّهْ
يا وَاحَةَ الحُبِّ العَذِيَّهْ

بغدادُ يا دارَ الرَّشِي
دِ وقلْعَةَ المجْدِ القويَّهْ

بلدَ المروءةِ والشهَا
مةِ دارَ عِزٍّ يَعْرُبيَّهْ

وطَنَ العُلا وَالمَجْدِ ، يا
دارَ النَدى والأجْوَدِيَّهْ

أنتِ عَروسٌ لِلْعَوا
صِمِ والمَدائِنِ يا أبِيَّهْ

يا دُرَّةَ المَجْدِ التَلِي
دِ ونَجْمَةَ الدِّينِ العَلِيَّهْ

يا مَنْبَعَ العِلْمِ الغَزِي
رِ وَمَنْهَلَ القِيَمِ السَنِيَّهْ

يا موطِنَ النَجَدَاتِ يا
بغدَادَ يا دارَ الحَمِيَّهْ

ماذا دَهَاكِ مِن المَصَا
ئِبِ والفِعَالِ الهَمَجِيَّهْ

أَهْلُوكِ عَاشُوا فِي النَّعِي
مِ وَفي الفَسادِ عَلى السَّوِيَّهْ

واسْتَمْرَؤوا اللَّذَاتِ وَانْ
غَمَسُوا بِفِعْلِ الجَاهِلِيَّهْ

نَفَرٌ تَسَلَّطَ مِنْهُمُ
ظَلَمُوا وَسَطْوَتُهُمْ قَوِيَّهْ

عَمَّ الفَسَادُ بِعَهْدِهِمْ
وَالفِسْقُ سَادَ الأَكْثَرِيَّهْ

يَحْلُو لَهُمْ ظُلْمُ العِبَادْ
أَفْعَالُهُمْ جِدّاً رَدِيَّهْ

واسْتَعْذَبُوا التَقتِيلَ إنْ
نَّ قلوبَهُمْ غُلْفٌ قَسِيَّهْ

والليْلُ لَيْلٌ صَاخِبٌ
عَْزفٌ وَأَلْحَانٌ شَجِيَّهْ

والخَمْرُ تَصْرَعُ أَهْلَهَا
وَالكَأْسُ مُتْرَعَةٌ رَوِيَّهْ

لا ، لَيسَ مِنْ عِزٍّ يَدُو
مُ وَليْسَ لِلظُلْمِ تَلِيَّهْ

حتى غَزَا بَغْدَادَ أْنْ
ذَالٌ وَأقْوَامٌ عَتِيَّهْ

غَازٍ تَعَطَّشَ لِلدِّمَا
ءِ ، دِمَاؤنَا صَارَتْ شَهِيَّهْ

فأتَى الخَنَازِيرُ الغُزَا
ةُ فَدَنَّسُوكِ بِعُنْجِهِيَّهْ

مِنْ كُلِّ عِرْبِيدٍ لَئِي
مٍ، كلِّ فاجِرَةٍ بَغِيَّهْ

****
أَينَ الذينَ تَجبَّروا ؟

أينَ العُتَاةُ ( السَرْسَرِيَّهْ )؟
خَرَجُوا بِذُلٍّ مَاسِخٍ

بَرَحُوا القُصُورَ إلى الأَرِيَّهْ
تَرَكُوا القُصورَ ورَاءَهُمْ

ذَهَبُوا وَحَالَتُهُمْ زَرِيَّهْ
خَدَعُوكِ حُكَّامٌ طُغَا

ةٌ رَوَّعُوكِ بِلاَ رَوِيَّهْ
قَدْ جَرَّعُوكِ المُرَّ حَت

تى صِرْتِ لِلْظُلْمِ الضَحِيَّهْ
أينَ الجِنَانُ الوَارِفَاتْ ؟

أينَ العُيونُ البَابِليَّهْ ؟
أينَ القصُورُ الشَامِخَاتْ ؟

أينَ القُدُودُ السُومَرِيَّهْ ؟
أينَ الرُّصَافَةُ وَالعُيُو

نُ الدُّعْجُ وَالحُورُ الحَيِيَّهْ ؟
أينَ النشَامَى فِي رُبَى

تَكْرِيتِ وَالنَّجَفِ الزَّكِيَّهْ ؟
أينَ الضَوَارِي فِي دِيَا

لَى ، فِي رِحَابِ العَامِرِيَّهْ ؟
أينَ الغَيَارَى فِي الرَّمَا

دِي ، فِي رُبُوعِ الكَاظِمِيَّهْ ؟
أينَ الفُراتُ وصِنْوُهُ

وَمْوصِلٌ وَالنَاصِرِيَّهْ ؟
أينَ العَذَارَى فِي السَّمَا

وَةِ ، بَابِلٍ ًوٌالهاشِميَّهْ ؟
أينَ المُروءَةُ فِي رُبَى

كَرْكُوكَ وَالفَاوِ العَصِيَّهْ ؟
أينَ العَرَانِينُ الأُبَاةْ ؟

أينَ الأُسُودُ الشَمَّرِيَّهْ ؟
أينَ الكَرَامَةُ وَالفِدَا

أينَ الرِّجَالُ العُجْرُمِيَّهْ؟
****

في كلِّ يَوْمٍ وَجْبَةٌ
لِلْمَوْتِ صُبْحَاً أو مَسِيَّهْ

كَهْلٌ يُجَنْدِلُهُ الطُّغَاةْ
طِفْلٌ تُمَزِّقُهُ شَظِيَّهْ

والعِرْضُ يُهتَكُ عُنْوَةً
وَرُفَاتُ أَجْسَادٍ شَلِيَّهْ

قَتْلَى بِأعْدَادِ الحَصَى
وَدِمَاءُ أشْلاءٍ سَرِيَّهْ

وَأَبٌ يُوَدِّعُ نَجْلَهُ
وَالأُمُّ ثَاكِلَةٌ عَزِيَّهْ

بَغدَادُ كَمْ مِنْ نِسْوَةٍ
قُتِلَتْ وَأَجْسَادٍ شَوِيَّهْ ؟

والمَوْتُ فِي كُلِّ الدِّيَا
رِ فَكَمْ يَتِيمٍ كَمْ عَجِيَّهْ ؟

يَنْجُو ذَوُو حَظٍ إذا
ما أَخْطَأَ الرَّامِي الرَّمِيَّهْ

عَذْرَاءُ يَقْتلُهَا الأَسَى
حُزْناً وأدْمُعُهَا سَخِيَّهْ

تَبْكِي المُروءَةَ إذْ غَدَتْ
ثَكْلَى بِأمَّتِنا الشَّقِيَّهْ

لِمَ زَالَ سِتْرُكِ يا فَتَاةْ ؟
وَأينَ خِدْرُكِ يا صَبِيَّهْ ؟

جُلُّ المَنَازِلِ هُدِّمَتْ
جَنَبَاتُهَا بَاتَتْ خَوِيَّهْ

حتى المسَاجِدُ دُمِّرَتْ
نَاحَتْ مَآذِنُهَا شَجِيَّهْ

المُجْرِمُونَ المَارِقُو
نَ يُذَبِّحُونَ بِلاَ أنِيَّهْ

هُمْ حَاقدُونَ وَعَابِثونَ وَهُمْ قُسَاةٌ غَشْمَرِيَّهْ
سَفَكُوا دِمَاءَ المسلمي

نَ لِيُشعلوهَا طَاِئفيَّهْ
وليُوقِعُوا الأَضْغَانَ والْ

أَحْقادَ وَالفِتَنَ العَمِيَّهْ
وَيُنفِّذُونَ مَآرِبَ الْ

أَسْيادِ فِي كُلِّ عَشِيَّهْ
مِنهُمْ خَنَازِيرُ اليَهُو

دِ وَالكِلابُ الأمرِْكيَّهْ
وَمُومِسَاتُ الإنْجِلي

زِ والبَغَايا الإيطَلِيَّهْ
يا دُرَّةَ النَهْرَيْنِ يَا

بغدَادَ يَا أُمَّاً وَفِيَّهْ
بَغدَادُ كُنْتِ شِعَارَنَا

واليَوْمَ نَحْنُ بِلاَ هُويَّهْ
بَغدَادُ كنْتِ فَخَارَنَا

واليَومَ نَرْضَى بِالدَّنِيَّهْ
بَغدَادُ كنْتِ مَلاذَنَا

واليَومَ سَاحٌ لِلْمَنِيَّهْ
زُعَمَاؤنَا عُجْمٌ نِعَا

جٌ ، جُلُّ أُمَّتِنَا خَصِيَّهْ
قَهَرُوا العِبَادَ تَجَبُّراً

وَشِعَارُهُمْ قَتْلُ الرَّعِيَّهْ
وَنَسُوا لِسَانَ الضَّادِ وَافْ

تَقَدُوا حُرُوفَ الأَبْجَدِيَّهْ
وَلِسَانُ حَالِهِمُ يَقُو

لُ : فِعَالُنَا بَاتَتْ جَلِيَّهْ :
إِنَّا نَسُومُ شُعُوبَنَا

خَسْفاً نَزِيدُهُمُ أَذِيَّهْ
إنَّا نَسُوقُ شُعُوبَنَا

سَوْقاً كَأَنْعَامٍ شَلِيَّهْ
إنَّا نُذِلُّ شُعُوبَنَا

بَلْ نَحْنُ لِلْغَرْبِ المَطِيَّهْ
بَغدَادُ قَادَتُنَا ضِيَا

عٌ ، إنَّ أُمَّتَنَا سَبِيَّهْ
عَرَبٌ إذا عَاشَرْتَهُمْ

فَحَدِيثُهُمْ كَفَحِيحِ حَيَّهْ
فَالسُّخْفُ أَصْبَحَ نِحْلَةً

وَالجُبْنُ قَدْ أَضْحَى سَجِيَّهْ
****

بَغدَادُ يا أُمَّ الكُمَا
ةِ وَالرِّمَاحِ السَّمْهَرِيَّهْ

مَا لِلْعُروبَةِ أَصْبَحَتْ
ذَنْبَاً وَأُمَّتُنا دَعِيَّهْ ؟

وَالدِّينُ أَصْبَحَ مَغْرَمَاً
أَبَدَاً ، وأُمَّتُنا غَوِيَّهْ

أَوَّاهُ يا عَهْدَ الرَّشِيدْ
سَقْيَاً لِعَهْدِ بَنِي أُمَيَّهْ

إِنَّا سَئِمْنَا الزَّيْفَ وَالتْ
تَضْلِيلَ وَالخُطَبَ الثَرِيَّهْ

وَلقَدْ بُلِينَا ،إِنَّ قَا
دَتَنَا هُمُ شَرُّ البَلِيَّهْ

والنَفْسُ عَافَتْ كُلَّ ما
تَحْكِيهِ أَنظِمَةٌ فَرِيَّهْ

وَلَقَدْ مَلَلْنَا كُلَّ فَتْ
وًى مِنْ شُيُوخٍ أَزْهَرِيَّهْ

أَوْ حُكْمَ قَاضٍ بَارِعٍ
أَوْ مِنْ دُهَاةِ الحَاكِمِيَّهْ

إِذْ لَمْ يَعُدْ فِي هَذِهِ الدُّ
نْيَا سِوَى قَرَفُ الْخَطِيَّهْ

وَطَنٌ يَئِنُّ مُكَبَّلاً
قَهْرَاً وَأُمَّتُنَا ظَمِيَّهْ

أَقَضِيَّةُ الوَطَنِ الكَبِيرْ
أَمْ نَحْنُ لِلوَطَنِ القَضِيَّهْ؟

وَحِكَايَةُ الوَطَنِ الجَرِي
حِ وَنَحْنُ لَلوَطَنِ الضَّحِيَّهْ

يَا أُمَّةَ العَرَبِ انْهَضِي
هَلْ لِلْمُرُوءَةِ مِنْ بَقِيَّهْ؟

© 2024 - موقع الشعر