صرخة في عالم الأموات - عادل عبد الوهاب عبد الماجد

أاُخيَّ أنَّى يستريح جَنانِي
و الدين والأخلاق مندرسان
ميراثنا قد كان مصدر عزنا
و اليوم أَضْحَى عُرْضة النسيان
أسلافنا حملوه نورا صادقا
و به أضاءوا ظلمة الأكوان
و به أذلوا الكفر في أوطانه
حتى غدا متهدم الأركان
صبغوا به معنى الحياة فأصبحت
تعني الإباء و خشية الديان
كانوا أسودا في النزال و ليلهم
في دورهم كمعابد الرهبان
فوعاهم التاريخ في صفحاته
رمز الشموخ و عزة الإنسان
و اليوم أضحى نهجهم و سبيلهم
عند الغواة وسيلة الخذلان
******
*******
في منبر للنور ينشر ضوءه
و به تقوم دعائم الاوطان
ياتيك من بين المدارج ناعق
في ثوب نصح زاهي الالوان
و يقول اياك السلوك لدربهم
و احذر من التقليد و الاذعان
فاردد مقالته و كن متيقظا
و اسلك سبيل الحق دون تواني
حتما ستلقى في الطريق مكائدا
من صنع كل مكابر شيطان
ولسوف ترمى بالسباب و بالأذى
فاثبت وكن كالصخرفي الطوفان
واعلم بان الدر حوزته غدت
محفوفة بكتائب الحيتان
ااُخيَّ قد صار النفاق سجية
معلومة تبدو لكل عيان
فحش و تخذيل و سوء تعاشر
اعظِم بغدر الخِلِّ من برهان
******
*******
في منبر للعلم ينشر نوره
يهدي الانام مشاعل العرفان
برزت امور لاتليق بطالب
للعلم يعلو هامة الاوطان
تلقى فتاة في ثياب ترجل
فتخالها من جملة الفتيان
نفس الملابس و المجالس و الخطا
لم يبق الا الشعر في الاذقان
او قد ترى في الوجه دون تعمد
عجبا من الاصباغ و الالوان
و اذا رايت جلوسهم و حديثهم
ورايت اكواما على الميدان
لرأيت من دول الاعاجم لوحة
مرسومة بأنامل الشيطان
و لسوف تقسم بالإله مجاهرا
ان قد رأيت الغرب رأي عيان
و القوم قد سكتوا و ايضا باركوا
ما فيهمُ لله من غضبان
هل يا ترى ماتت ضمائر قومنا
ام قد تلاشت نخوة الايمان!
*******
*******
يا معشر الاخوان اني سائل
سؤلا و ارجو غاية التبيان
هل التعلم ان ندنس ديننا ؟
او ان نكون كعابدي الصلبان؟
ام التقدم ان ندوس حياءنا؟
و نخون شرعة خالق الاكوان
وهل الحضارة اقسمت ألا ترى
في ثوب ايمان و لا احسان ؟
لا شك اخواني بان حليمكم
سيجيب يفتح مسمع الآذان
كلا..فليس الامر الا شرعة
نتجت بفعل تبلد الاذهان
تدعو الى وأد الحياء و قتله
وتصير الإنسان كالحيوان
وتصور الشرع القويم و اهله
في صورة الوحش الغشيم الجاني
فالله نسأل أن يجبِّر كسرنا
ويجيرنا في حالك الازمان
واليه نضرع ان يعيد لامة
مجدا تليدا ضاع منذ اوان
وهو المرجَّى ان يُقيل عِثارنا
فلقد بلغنا ذروة العصيان
و لسوف نطرق بابه و رجاءه
ما دامت الارواح في خفقان
© 2024 - موقع الشعر