الصداقة الجوفاء

لـ عادل عبد الوهاب عبد الماجد، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

الصداقة الجوفاء - عادل عبد الوهاب عبد الماجد

الصحب في هذا الزمان بلاء
والقرب منهم خيبة و عناء
ألفاظهم معسولة و فعالهم
مسمومة بل حية رقطاء
صولاتهم في لهوهم مشهودة
كلماتهم براقة جوفاء
هم في المجاز وقاية و صيانة
هم في الحقيقة أرجل عرجاء
عند الفضائح أنفس تواقة
و لدى الفضائل أعين عمياء
واذا رأيت جلوسهم في طرقهم
همز و لمز غيبة و غثاء
و على الوجوه تبسم لكنهم
في ظهر غيب طعنة نجلاء
(رمل تداخل بعضه في بعضه)
فالشكل صخر جلمد و بناء
أما الصلاة فضيعوها جهرة
أهل الديانة عندهم غوغاء
والأمهات عقوقهن بطولة
و كذا الشريعة نالها استهزاء
قد جاء في القرآن حكم بين
يوم القيامة كلهم أعداء
و إذا اضطررت لحاجة و قصدتهم
هذي وربي ليلة ظلماء
من نام في جحر الأفاعي آمنا
لقي المنون و لامه الأحياء
فدارهم ما دمت بين ديارهم
أهل المروءة بينهم غرباء
من يلق ذئبا طامعا في رحمة
فمصيره التمزيق و الأشلاء
واحذر دسائسهم و كن متيقظا
فالشهد سم و الوجوه طلاء
من عاشر الحرباء مغرورا بها
حصد الندامة للغباء جزاء
و لربما انقلب الصديق لضده
يبدي جروحا ما لهن دواء
فاختر جليسك و انتقيه تفرسا
خير الصحاب السادة النجباء
هم في المكارم قدوة وضاءة
هم في المكاره بلسم و شفاء
هم في الدياجي أنجم براقة
عند الشدائد عدة و رخاء
عند النداء سواعد مفتولة
و لدى النوازل في الورى فقهاء
هم في الوجوه بشاشة و تراحم
في ظهر غيب سترة و دعاء
اما الصلاة فخير موضوع لهم
والأمهات عقوقهن جفاء
و قراءة القرآن خير حديثهم
كل الشريعة عندهم غراء
و تنافسوا في كل خير انهم
في المكرمات أئمة فضلاء
فاجعل حياتك بينهم تفرح بها
حقا و صدقا إنهم سعداء
واصبر لهنات تكون لبعضهم
فلقد يزيغ الصارم المضاء
و لقد يزل العالمون بهفوة
و الشمس تكسف تارة وتضاء
هم بهجة الدنيا ونور ظلامها
صدق و نبل همة و عطاء
رفعوا بناء الدين و الدنيا معا
فسما البناء و أتقن البناء
و إذا رآك الله بين جموعهم
لم تشق أبدا والجنان جزاء
© 2024 - موقع الشعر