نخْلةُ الإسلامِ - محمود مهيدات

نخلةُ الإسلامِ تنمو في إباءِ
نجمةُ الإيمانِ تزهو في السَّماءِ

نعمةُ الوهَّابِ في هذي الدُّنَا
أنْ هدانا اللهُ بابنِ الكُرَمَاءِ

يا رسولَ اللهِ يا خَيْرَ الوَرى
أنتَ تاجُ الكَونِ فَخْرُ الأنبياءِ

يا شِهَاباً بدَّدَتْ أنوارُهُ
ظُلْمَةَ الكُفْرِ وجَهْلِ الجُهَلاءِ

يا أبَا الزهراءَ يا تاجَ التُّقَى
أنتَ رَمْزُ الصَبْرِ نِبْراسُ الإبَاءِ

يا أبا الزهراءَ أنتَ المُرْتَجَى
يا رحيماً أنتَ خيرُ الشُّفَعَاءِ

قَدْ أنَرْتَ الدَّرْبَ يا نُورَ الهُدَى
يا لِوَاءَ الحَمْدِ يا ابنَ الكُرَمَاء

نفَّذَ الكفَّارُ أمْراً حاقِداً
كَتَبُوا الصَّكَ لِقَطْعِ الأقْرِبَاءِ

خطَّهَا منصورُ ظلماً، بعدهَا
شُلَّتْ الأيدي أصيبتْ بالبَلاءِ

دخلوا الشِّعْبَ فضاقتْ بِهِمُ
سُبُلُ العَيْشِ لِظُلْمِ الأصْدِقَاءِ

دُودةُ الأرْضَةِ تأتي صَكَّهُمْ
قَدْ أبادتْهُ بترتيبِ السَّمَاءِ

( باسْمِكَ الَّلهُمَّ ) تبقى وحدَهَا
دعوةُ الحَقِّ تُدوِّي في الفَضَاءِ

إيهِ عَامَ الحُزْنِ أثقَلْتَ الأسَى
إذْ أصَابَ المَوْتُ أوفَى الأوفيَاءِ

إذ توفّى الله عَمَّ المصطفى
ثُمَّ ماتَتْ زوجُ جَدِّ الأتقياءِ

ذي ثَقِيفٌ تأمُرُ الصِّبيةَ أنْ
تشتمَ الهَادي كفِعْلِ السُّفَهَاءِ

رفضوا الإصْغَاءَ لِلْحَقِّ المُبين
وتلقَّوْهُ بِحُنْقٍ وازدراءِ

أبْرَقَ المُختارُ للربِّ الذي
ينصرُ المكروبَ، سمَّاعُ الدُّعَاءِ

لكَ يا ربَّاهُ أشكو كُرْبَتِي
أنتَ ربِّي، أنتَ ربُّ الضُعَفَاءِ

ذا بَعِيدٌ يُغْلِظُ القَوْلَ لنَا
ذا عَدوٌّ، قَدْ جَفاني أقربائي

إنْ تَكُنْ يا ربُّ عنِّي راضِيًاً
ذاك خيرٌ، ذاك طبِّي ودَوَائي

فاسْتَجَابَ الله مِنْ عَلْيائِهِ
رحْمَةً بابنِ الكِرامِ الأنقيَاءِ

جَاءَ روحُ القدسِ يدعوهُ إلى
رِحْلَةٍ للقدْسِ مَهْدِ الأنبيَاءِ

ذا بُرَاقُ الفَخْرِ مَزْهُوَّاً بِهِ
يقطعُ الآفاق في لَمْحِ الضِّيَاءِ

جّْمٌُّعتْ للمصطفى إخوانُهُ
أنبياءُ اللهِ مِنْ فَوْقِ الثَّنَاءِ

ذا كَلِيمُ الله موسى، ذاك عيسى
ذاك إبراهيمُ شَيْخ الأنبيَاءِ

في رِحَابِ القدسِ قَدْ صَلَّى بِهِمْ
أحْمَدُ الإسْلامِ عُنْوانُ النَقَاءِ

جِيءَ بالمِعْراجِ ما أروعَهُ
فيهِ يْعلو، فيهِ يَسْمو بارتِقَاءِ

إذ رأى الآياتِ في مِعْرَاجِهِ
عادَ للأرضِ بموفورِ العطَاءِ

جَاءنا بالخَمْسِ إذْ نَرْقَى بِهَا
ترتقي الأرواحُ في رحْبِ الفضاءِ

نَعْبُدُ الرَّحْمَنَ شُكْراً واجباً
فَهْوَ أهْلُ الجُودِ أهُلٌ لِلسَّخَاءِ

لَمْ يَكُفِّ القومُ عَنْ طُغيانِهِمْ
حَيْثُ لَجُّوا في شَقَاءٍ وغَبَاءِ

فانبروا للمصطفى يؤذونَهُ
رَغْمَ ما يتلوهُ مِنْ آيٍ شفاءِ

يا بُطُونَ الصِّيدِ، مَا حَلَّ بِكُمْ؟
إنَّكُم أهْلُ الحِجَى أهْلُ الذَّكَاءِ

كيفَ لا تَرْضُونَ دِينَاً أبْلَجَاً
قِمَّةً لِلْمَجْدِ مَمْدودَ السَّنَاءِ؟!

قَدْ أنارَ الكَوْنَ والدنيا زَهَتْ
بِحَبيبِ الحقِّ زَيْنِ العُقَلاءِ

ثابتُ الأرْكَانِ يعلو شَامخَاً
ورؤوسُ الكُفْرِ تَهْوي في الشَّقَاءِ

هَذه يَثْرِبُ تُعْلِي صَوْتَهَا
نَصْرَةً لِلْحَقِّ فِي أعْلَى نِداءِ

تَسْمَعُ الأمصَارُ إذْ نُعْلِي النِّدا
واعلموا يا عُرْبُ مِنْ دَانٍ ونائِي

نَحْنُ أنصَارُ النبيِّ المُصْطَفَى
نفتديه الأهل، نرضى بالقضاءِ

فنبي الّله نبراس لنا
قائدٌ فَذٌّ ولمَّاحُ الذكَاءِ

أنشأ الإسْلامُ مِنَّا أمَّةً
تَصْنَعُ التاريخَ في ظِلِّ الإبَاءِ

قَوَّضَتْ أبطالها أعْتَى قُوًى
قَدْ أبادَتْهَا بِعَزْمٍ ومَضَاءِ

حَيْثُ أضْحَتْ دولةً شامخةً
تحكمُ الدنيا بِعَدْلٍ وإخَاءِ

رَفْرَفَتْ راياتُهَا فَوْقَ الذُّرى
رايَة التَّوْحِيدِ رمزٌ للبهاءِ

كَمْ شَهيدٍ دُفِنَتْ أعْظُمُهُ
فِي تُرَاب الغَوْرِ في أرضِ النَّمَاءِ؟

تِلْكُمُ اليرْمُوكُ ضَمَّتْ أرضُهَا
أطْهَرَ الأجْسَادِ في سَاح الفدَاءِ

في رُبَى حِطِّينَ في سَاحِ الوغَى
ذا صَلاحُ الدِّينِ يُفْنِي الدُّخَلاءِ

وتُرابُ القدسِ كَمْ سَالَتْ بِهِ
أنْهُرٌ لِلطُّهرِ مِنْ قَانِ الدِّمَاءِ؟

بَعْدَ إيمانٍ وعِزٍّ شَامِخٍ
قَدْ نَكَثْنَا العَهْدَ مَعْ رَبِّ السَّمَاءِ

إذا هَجَرْنَا الدِّينَ، والفِسْق نَمَا
ورضِينَا العُهْرَ، مِلْنَا لِلثَّرَاءِ

فَغَزَانا أرْذَلُ النَّاسِ، أتوا
مِنْ بِقَاعِ الأرضِ هَبُّوا لِلِّقَاءِ

حَيْثُ أبْنَاءُ الأفاعِي شَمَّرَتْ
ساعِد الجدِّ وقامتْ بالعِدَاءِ

وطَّنَتْ أبناءَهَا في أرْضِنَا
وشَتَاتُ الأهْلِ يَبْقَى في العَرَاءِ

فَتَرَكْنَا المَسْجِدَ الأقصى الذي
فيهِ صَلَّى المُصْطَفَى بالأنبيَاءِ

نَجْمَةُ الأحْقَادِ تَعْلُو فوقَهُ
وبَغَايَا القَوْمِ تلْهُو فِي الفِنَاءِ

فَفِلَسْطِينُ غَدَتْ مُحْتَلَّةً
وَبكَيْنَاهَا بِحُزْنٍ كَالنِّسَاءِ

هَلْ لنَا يَا عُرْبُ أنْ نصْحُوَ كيْ
نَصْنَعَ المَجْدَ بِطَرْدِ الغُرَباءِ؟!

© 2024 - موقع الشعر