مَرْتَعُ الصِّيدِ - محمود مهيدات

ا مَنْبَعَ العِزِّ والأمْجَادِ والأدبِ
يا مَرْتَعَ الصِّيدِ والآسادِ والعَرَبِ

نُزْجِيكَ حُبَّاً بِحُبٍّ أنتَ مُلهِمُنَا
مِنْ مَنْهَلِ الشِّعْرِ أو مِنْ مِنْبَرِ الخُطَبِ

أنتَ الكَرَامَةُ يا أردنُّ مُذْ وُجِدَتْ
أنتَ المَلاذُ لنا فِي حَالكِ النُّوَبِ

يَحْلو بكَ العيشُ والأيامُ هانئةٌ
مهمَا لقيناهُ مِنْ ضِيقٍ ومِنْ نَصَبِ

وتُرْبُكَ التِبْرُ والأنسامُ هادئةٌ
والشَّعْبُ فيكَ رفييعُ الأصْلِ والحَسَبِ

عَمَّانُ عَمَّانُ يا أمّاً لأمتنَا
فيها الأصاَلةُ منهَا سَاطِعُ الشُّهُبِ

فيهَا المساجدُ باسْمِ اللهِ صادحَةٌ
يَعْلو الهِلالُ سُمُوّاً مِنْ على القُبَبِ

تلكَ المآذنُ في الآفاقِ شَامخَةٌ
تعانقُ النَّجْمَ في حَشْدٍ مِنَ السُّحُبِ

وتلتقي وحْدةُ الأديانِ ديرتَهَا
بما يُدَقُّ مِنَ الأجراسِ والصُلُبِ

شيحانُ يا قلعةً للمَجْدِ في بلدي
مَهْدُ الشهامةِ في جلعادَ والنَقَبِ

وإربدُ الطِّيبِ يا سَهْلاً به وُجِدَتْ
عَيْنٌ لِراحُوبَ، فيهِ التُّرْبُ كالذَّهَبِ

عَجْلونُ تربِضُ والزيتونُ ظَلَّلَهَا
أرضُ العَطاءِ وفيهَا كَرْْمَةُ العِنَبِ

يا قلعةً رَبَضَتْ ما بينَ أرْبُعِهَا
تَرْنُو بِشوْقٍ لتلقَى القدسَ مسْرَى النبي

ويا طفيلتَنا يا رَمْزَ عِزَّتِنَا
وِهَادُكِ الشُمُّ مأوى الجُودِ والأدبِ

هَذي معانُ ففيهَا الثورةُ انتصرَتْ
لتدحَرَ الترْكَ عَنْ هذا التُرابِ الأبِي

تلك الظباءُ بوادي السِّيرِ يافعةٌ
ترْعَى خمائلَهَا في فَجْرِهَا الرَّطِبِ

والسَّلْطُ للمَجْدِ يا أردنُّ توأمةٌ
فالسلطُ دِرْعٌ لنا في الضِّيقِ والكُرَبِ

وعَيْنُ جَادورَ تجري بيْنَ أبْطُحِهَا
فالماءُ فيها كمَاءِ الكَوْثَرِ العَذِبِ

ومِفْرَقُ العِزِّ في البيداءِ جاثمَةٌ
أمُّ العذارى الحِسَانِ الخُرَّدِ الكُعُبِ

ومأدبا صِنْوُ ذِيبَانٍ ومُوجِبِهِ
واحَرَّ قَلبي بِهَا مِنْ مُدْنَفٍ وَصِبِ

وتلكُمُ الكَرَكُ الشَمَّاءُ سامقةٌ
أمجادُهَا تملأُ الأكوانَ بالطِّيَبِ

أمّا الجَآذرُ فالأردنُّ مَرْتَعُهَا
والطيرُ يشدو صباحاً لحنَهُ الطَّرِبِ

والغَوْرُ كَنْزٌ ثمينٌ أنتَ تملكُهُ
يرويهِ نهرٌ بهِ مِنْ غابرِ الحِقَبِ

فيهِ الصحابةُ يا أردنُّ قَدْ دُفِنُوا
أُسْدُ الجهادِ كِرامُ الأصْلِ والنَّسَبِ

هذا مُعَاذٌ وذَا الجَرَّاحُ يَرْتقِبَا
يومَاً بهِ يَرْجِعُ الأقصى إلى العَرَبِ

وَذَا ضِرَارٌ بِحضْنِ الغَوْرِ مُنْتَظِراً
كَيْ يَعْبُرَ النَّهْرَ في جيشٍ لنا لَجِبِ

فَعِزَّةُ العُرْبِ مَرْمَانَا وَبُغْيتُنَا
شَمْسُ العُروبَةِ يا أردنُّ لَمْ تَغِبِ

وَوَحْدَةُ الأمَّةِ العَصْمَاءَ غَايتُنَا
نرجو الإله وراجي اللَّهَ لَمْ يَخِبِ

وَدِينُنَا الحَقُّ في الدنيا نُعَمِّمُهُ
دِينٌ نَقِيٌّ مِنَ الأوْهَامِ والرِّيَبِ

فَمَجْدُ عِزِّكَ يا أردنُّ مَلْحَمَةٌ
مُدَوَّنٌ بِحُروفِ النُّورِ فِي الكُتُبِ

يا جَنَّةَ الخُلْدِ يا أردنُّ يا بَلَدي
في غَيْرِكَ العَيشُ يا أردنُّ لَمْ يَطِبِ

© 2024 - موقع الشعر