كردستان .. - عبدالحميد كاظم الصائح

في ليلة ٍمرّ على ابوابها الاطفالْ
 
فانشدوا لها نشيدا ًهادئاً
 
وايقظوا الوديانَ والحارات ِوالجبالْ
 
في ليلةٍ... في ليلةٍ
 
مرّتْ على سمائِها بغدادْ
 
لتنثرَ الوردَ على جبينِها
 
تحكي لها عن محنةِ الجنوبْ
 
حتى تكادَ بالأسى
 
قبل جليدِها صخورُها تذوبْ
 
ياأرضَ كردستانْ ... ياغابة َالقلقْ
 
ياموطنَ الجمال ِوالجراح ِوالنواح ِوالأرقْ
 
يابيتَ كل ِعاشق ٍموشح ٍبالليل ِوالدماءْ
 
وكلّ ِنفس ٍجُرّحَتْ
 
تذوقتْ مرَّ شتاتٍ لم يُذقْ
 
وكل ِقبرٍ صامتٍ
 
يهتزُ كلُّ الكون ِلو يوماً نَطَقْ
 
تحارُ حتى الارض ُفي مدارهاِ
 
أشمسُها داميةٌ أم ذا غسق ؟
 
ياأرضَ كردستانْ
 
ياشاهداً مهدداً على انتكاسةِ الزمانْ
 
ياجارة َالسماءْ
 
يُرى الذي يمشي اليها طائراً
 
يشمّ ُعن قربٍ روائح َالجِنانْ
 
ان أطفأوا سماءَها
 
ان أقلقوا ورودَها
 
ان أوجعوا جبالَها
 
صاح َالعراقُ وَيلَهم قد صدّعوا التيجان
 
ياأرضَ كردستان
 
ياابنةَهذا البلد ِالعجيبْ.
 
زجّوا بأفواج المقاصلِ ماأنحنتْ
 
شنّوا على وديانِها نيرانَهم
 
فازدادَ لونُ الوردِ في جبينِها
 
واعتذرتْ لحزنِها النيرانْ
 
مضى لها عبرَ المياهِ موتهَم
 
فجفَّ من هولِ الأسى " سيروان "
 
وهالَهم يازهرة َالجبال
 
أن يلمحوا عينيكِ من ورودِها
 
وانكِ والشمسَ في سمائِها شمسان
 
فسمّموا الترابَ والهواءْ
 
اين يفروا ياترى
 
حين يطاردُ التنفس ُالانسانْ
© 2024 - موقع الشعر