يَخُونُنِي الوَرد! - محمد السقاف

الوردُ غرسَ في تاريخِ عواطِفي عِطرَه..
وحدائقُ حُبِّي تَتراقصُ من خلالها سيقانُ الجوري وخصرُ القرنفل..
 
أذكُرُكِ سَمَرْ..
أذكركِ جيِّداً عندما ذابتْ وردتي البكرُ في ندى يدِكِ فتَعطَّرتْ بكِ
أتذاكرُ رائحةَ ال "كارتير" العتيقة تتَطَايرُ من ورقِ قصائدي إليكِ..
أذكرُ كيفَ كانت قائمة حضورِ المدراسِ ملئا إلا من اسمينا عليها..
أذكرُ كيفَ كانَت الشَّوارعُ مسرَحاً لروميو وجولييت
أذكرُ السماء كيف كنتُ أحَلِّقُ فيها في عيونك..
وأذكرُ نصَائح والدي وتأنيبه لخيبتي ..
وأذكرُ أولى القصائدِ في الوردِ والليلِ والقمر..
 
 
تقولينْ.. أنَّ القصيدة ابتدأتْ في عيوني وفي دفءِ يدي..
وأقولُ لكِ أنَّ القصائدَ انتهتْ حينَ تأوَّهَنا بعدَ نِيِّاتِ الوداع
 
يشتاقُنا الوفاءُ يا سَمَرْ
يشتاقنا الليلُ والقمر..
يشتاقنا كرسيُّ ما بعدَ المغيب..
ووشوَشاتُ أختكِ في ذاتِها..
وتخاريفُ جَدَّتِك..
يشتاقنا أصدقاؤنا "علكة" لا تختفي حلاوتُها دهراً في فمِهِم..
تشتاقنا الأغانيُّ البريئة..
والكلامُ المُباشر..
وَرقُنا الأخضر..
وهَدايانا البسيطة..
وركنُنا الآمنُ إلا من حبِّنا..
يشتاقنا العطرُ سمر..
يشتاقنا الوردُ في حديقةِ منزلك..
وسمكتَاكِ الذهبيّتان
قِطَّتانا الفارسيتان..
لوحتُكِ الزِّيتيّةُ المُيللةُ بألوانِ روحك..
والطبقةُ الشَّفَّافةٌ على شفتيك..
يشتاقنا ..
حتَّى العذولُ يا سمر..
وابن جيرانِكم الحاقِدْ..
 
ربَّما أتعبَني الشِّعرُ مذْ رَحَلتِ..
وربِّما أتاكِ حيثُ أنتِ ليشكرك أنَّكِ مَسَحتِ بكفيكِ على صدريَّ الغرِّ لينضجَ شاعراً..
وربَّما بحثَ عن حديقة منزلكِ ليقطفَ لكِ منها وردة..
لكنَّهُ لا يعرف العنوان
لنْ أخبِرَهُ أنَّها في "الملز"..!
 
الوردُ يا سَمَرْ
لمْ يعُدْ ورداً كما كانت تلاطفُهُ أيادينا..
باتَ أكثرَ شَوكاً وأقلَّ ألواناً
باتَ كثيراً كثيرااااً يا سَمَرْ..
إن شاءت لحظاتُ الحبِّ وقطفتُ وردة!
تضُمُّها يدي ونِيَّة الخيانةِ في عروقها مُبيَّتة..
اليومَ من بعدك..
خانَنِي و...
 
يخونُنِي الورد..
© 2024 - موقع الشعر