عُ ــيونُ المَهَا - محمد السقاف

أميرةٌ تَسْلبُ الألبابَ عيناها
لها عُيونُ المَها والحسنُ ربّاها
 
إنْ رانتَ العينُ ترْمي سََهْمَ نظْرَتِها
أصْمَتْ فؤاداً رقيقاً صَارَ يَهْواها
 
يا ليتَها في أيَادي الحِنْوِ طفْلتَها
لجُرِّعَتْ برحيقِ الحبِّ نجْواها
 
لدُلِّلَتْ وللَبَّى القلبُ مَطلبَها
والأذْنُ تسْمعُ بالإمْعانِ شكْواها
 
مشَتْ على أرضِ دهشاتي وما رَحَمَتْ
تبَعْثُريْ عنْدَما مالَتْ بمَمْشاها
 
فَاحَ البَخورُ كريماً منْ غدَائِرِهَا
وجُدْتُ أكْثَرَ ملْهوفاً للقْياها
 
تَسيرُ بالْهَونِ في لينٍ وفي غنَجٍ
كأنَّهَا الرِّيم حينَ الرَّعيَُ أعياها
 
كأنَّها الأرْضُ فلْكَ السَّحْرِ تُبْحِرُبي
فأذْكُرُ الَّله مجْرَاها ومرْساها
 
عيونُها برْدُ أوشالٍ فتَغْسِلُني
والدِّفْءُ شَمْسٌ تراءَتْ في مُحيَّاها
 
سَكِرتُ منْ لمحَةٍ منْ عينِها فَغَدوا
رُوحي وقلبي ولهفي من سكاراها
 
يا سَعدَ مَنْ طَافَ هيماناً بِجَنَّتِهَا
يَجنِي ثِمَارَ الهَوَى مِنْ رَوضِ طُوبَاهَا
 
سُبْحانَ مَنْ جَمَّعَ الجُلْنَارَ في شَفَةٍ
ولؤْلُؤُ البَحْرِ لَمْعٌ في ثناياها
 
ودِدْتُ مَعْهَا حديثاً جائَني عَرَضَاً
لكنَّهُ العيبُ ينْهانيْ وينْهاها
 
مَرَّتْ عليَّ وما ميّزتُ أمكنتي
ضاعَ الكلامُ وبرقُ الوَقْتِ أخفاها
 
أميرةٌ
سَرَقتْ في لحظةٍ
نَبَضي !
باتَتْ تَهُزُّ
ثوانِ الشوقِ
ذكْراها
© 2024 - موقع الشعر