صَبَاحُكِ نُونْ - محمد السقاف

صَباحُ الآمالِ الجديدة..
هذا الصباحُ المُمطرُ العذبُ الرَّبيعيُّ يُخبرُني كيفَ تَتَغَلغَلُ قطراتُ المَطرِ بينَ
ثنايا ريشِ الطُّيورِ حتَّى تَرتَعِشُ ابتهَاجَاً..
المطرُ إذْ تَسَاقَطَتْ قطراتُهُ اغتَسَلَ قلبي بماءِ حُبِّكِ وذابَتْ معها كلّ كتاباتِ القلبِ القديمة..
فقطْ نقشٌ سَرمَدِيٌّ أبديٌّ سيبقى لا تَغسِلهُ حتَّى الدِّماء.. نقشٌ "نونيُّ" الملامحِ
أحمرُ اللونِ لا يشبهُهُ إلا الحب..
 
سأحملكِ داخلي فرحةً لا يعرفها الموت..
وسأُخلدُكِ في ذاكرتي الأنثى الفاتنة
وسأراكِ منْ خلالِ سحرِ عينيكِ الرائعتينِ في مخيلتي..
وسأهمسُ لطيورِ الصَّباحِ المُبللةِ بالمطرِ إنِّي
(أحبك أحبك أحبك) حتَّى يَحمَرُّ خدَّاها خجلا.
.
صباحيَ اليوم وأنتِ هناكَ على سريركِ ال"خربزيِّ" الدافئِ مختلف..
مختلفٌ بما فيهِ الكفاية ليجعلني شاعِراً أغفو على مواقعِ الحروفِ
وأرسمُ بعضاً منَّي ومنكِ..
ليسَ كلّ ورود الصَّباحِ مُهيَّأٌ للقطفِ إلا بعض أناملِ عشاقٍ مثلي الآنَ
يحلمونَ بقطفِ وردةَ جوري حمراء داكنة الحُمرة..
فلتكنْ فاتحةُ الصَّباحِ قبلةُ على جبينِ أنفاسكِ المُعطَّرة..!
ذاكرةُ شعري لمْ تشأْ أنْ تُمهلَ للصَّباحِ مُتَّسَعٌ منْ قصيدةٍ إلا هذا الصَّباح
فالقصائد منْ حولي فراشاتٌ بَنفسَجِيَّة اللونِ تُغري حروفي على صبغِ الشِّعرَ بلوني..
 
اليومَ سأحُبُّكِ بطريقتي
وسأكتبُكِ بلوني
وسأتنفَّسُكِ بشهقاتِ الولهِ
وأكدِّسُ أطيافَكِ فوقَ ميراثِ الليالي الماضيات..
 
يَتكاثَرُ اللهفُ على أغصانِ الياسمينِ كما يتكاثرُ في جوفِ القلبِ حُبُّكِ
ويستفيقُ الصَّباحُ على روايةِ ملكةِ الليلِ التي أتعَبَها الحديثُ عنكِ..
كانتْ تُحدِّثُ الزُّهورَ عن منضدَةِ مكياجكِ
وعن أريجِ عطوركِ
وعن نعومَةِ حرائركِ
إلى أنْ آذنَ الفجرُ بالنّهوض..
 
 
بدأتُ أشعرُ بكفوفِ الأمانِ تُهَدهِدُ مَلامِحَ وجهي القلقَةَ
إلى أنْ أشرقتْ شمسُكِ الذهبيةُ على أرضِ قلبي المتعب..
أشرقتْ وانداحَ نورُكِ ينيرُ كلَّ زاويةٍ أدمنَها الظَّلام..
من لي في هذا الصَّباح غيركِ يُسكنُني جنَّةَ السَّعادة..!
منْ لي غيركِ يداً تمتَدُّ لتُربِتَ على ظهرِ أوجاعِ سنينٍ عجاف!
اليومَ فقطْ أستطيعُ ومن خلالِ ابتسامتكِ الهادئة أنْ أُقبِّلَ فَمَ الأيامِ المُقبلاتِ
وأنْ أُهيّئَ لفراشاتِ الفرحِ ألواناً جديدةً أُجذبُها لحديقتي
وأنْ أفاجئَ المدى بشمسكِ التي تَشُعُّ بداخلي
وأنْ أُدَندِنَ للبلابلِ ألحَاناً تَصدَحُ بها في رياضِ الأماني
وأنْ أُرشِدَ الغزلانَ لمرتعِ الحبِّ المعشوشبِ المشاعر
وأنْ أسكبَ العُطورَ في قناني الزُّهورِ الربيعيَّة
 
 
هَكذا عَلَمَني حُبٌّكِ أنْ أركُنَ لغَرَضِ الغَزَلِ في الشِّعرِ
وأنْ أُناجيَ بناتِ الإلهامِ وَصفَاً يُحاولُ إرضاءَ غرورك
وليتَها تُرضيكِ!
 
صَبَاحُكِ "نُونْ"
© 2024 - موقع الشعر