مَـنْ يَـقـولُ الشِّـعْـرَ ؟ - فيصل محمد الحجي

ما قُلْتَهُ سَطْرٌ وَ لَيْسَ شَطْرا
 
وَ السَّطْرُ مَنْثُورٌ وَ لَيْسَ شِعْرا
 
وَ النَّثْرُ مَيْسُورٌ وَ لَيْسَ وَعْرا
 
وَ الشِّعْرُ مَعْسُورٌ وَ لَيْسَ يُسْرا
 
كَالصَّخْر ِ مَنْحُوتاً .. وَ لَيْسَ صَخْرا
 
كَالْتَّمْر ِ مَعْسُولاً وَ لَيْسَ تَمْرا
 
كَالْجَمْر مَشْبُوباً وَ لَيْسَ جَمْرا
 
يُسْكِرُنا دَوْماً ... وَ لَيْسَ خَمْرا
 
إنَّ الْقَوافِي قَدْ غَلَوْنَ مَهْرا
 
حُورٌ حِسانٌ قَدْ نَشَرْنَ سِحْرا
 
إنْ كُنْتَ تَهْواها .. وَ تَخْشى الْحَظْرا
 
فَاتْبَعْ خُطا ( الْخَلِيل ِ) شِبْراً شِبْرا
 
وَاجْلِسْ بِنادِي ( سِيبَوَيْهِ ) شَهْرا
 
وَ اطْرَبْ لِعَزْفِ الْمُبْدِعِينَ دَهْرا
 
وَ اصْعَدْ بِأجْواءِ الْخَيال ِ صَقْرا
 
وَ انْفُذ ْ إلى الْمَجْهُول ِ وَ اسْبُرْ غَورا
 
وَ لْيَغْدُ يُنْبُوعُ الشُّعُور ِ ثَرّا
 
يَفِيضُ نُبْلاً وَ هُدىً وَ طُهْرا
 
وَ احْمِلْ هُمُومَ الْمُسْلِمِينَ طُرّا
 
وَ اغْضَبْ إذا عانى الأنامُ جَوْرا
 
ثُرْ في وُجُوهِ الظّالِمِينَ فَوْرا
 
وَ اشْدُدْ لأرْكان ِ الضِّعِيفِ أزْرا
 
وَ اهْتِكْ لِتُجَّار ِ الْمَعاصِي سِتْرا
 
وَ اسْطَعْ بِظَلْماءِ الْقُنُوطِ بَدْرا
 
و افْخَر إذا حازَ الْجِّهادُ نَصْرا
 
وَ امْدُدْ لإخْوان ِ الْوَفاءِ جِسْرا
 
وَ احْفَظ ْ لِصُنّاع ِ الْجَمِيل ِ ذِكْرا
 
وَ الْعَقْ - إذا غابَ الْحَبِيبُ -صَبْرا
 
وَ اذرفْ لِذكْراهُ دَماً وَ دُرّا ...!
 
مُتْ في هَوى لَيْلاكَ وَ ارْضَ الأسْرا
 
وَ احْرقْ فُؤاداً بِالْهَوى اسْتَحَرّا
 
وَ افْرشْ ثَرى الْوُدِّ إلَيْها .. زَهْرا
 
وَ انْثُرْ عَلَى جَوِّ الْوئام ًِ ... عِطْرا
 
وَ ابْذلْ - لِكَيْ تَجْنِي رضاها - عُمْرا
 
وَ اسْهَرْ.. وَ جافِ النَّوْمَ .. وَ اشْكُ الْهَجْرا
 
وَ رُبَّما تَبْكِي بُكاءً مُرّا
 
عِنْدَئِذٍ سَوْفَ تَقولُ شِعْرا ...!
© 2024 - موقع الشعر