الهوامـشُ أرضكَ الأولى - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

نظامٌ للقصيدةِ والسُّؤال
 
يُحمْلق في القصيدةِ باحْتمال
 
العَوالي من النظراتِ للوهْم / المُحال
 
الهوامشُ صرخة
 
ما ندَّ منها سوى صَمْتِ السَّريِّ إلى انسلال
 
عن المعنى، وعنْ مُتمطراتٍ إلى المعنى على وتر انذهالي
 
الهوامشُ دفترٌ لا سطرَ فيه
 
إذا ما أنتَ جئته لا تبالي ولا تهتاج
 
لا عنوانَ يرْنو من العنوان
 
زنبقة الليالي تشيح بما لديها عن وصال
 
وتمنح واردًا ألقَ الوصال
 
تبيح ولا تبيح ..
 
كأنَّ جونًا بديدَ الظلِّ يأتي بالظلال
 
وبالواحاتِ منْ ثبج وجمْر، وبالرَّاحاتِ تندى بالمطال
 
وبالساحاتِ أرحبُها عيونا
 
جداولُ منْ عيون ٍ للضلال
 
كِنانتكَ المُطلة منك بيد وخضراءٌ
 
براسيةِ الجبال، وساريةِ الجواري مُنشآتٍ
 
وعاريةِ العباءةِ والعقال
 
الهوامشُ
 
ولا خِرقًا نجاشية الخيال
 
الهوامشُ أرضُكَ الأولى
 
وبابٌ على المنفى ونافذة المُحال
 
رأيتكَ تمَّحي صعدًا رئيًا ومنكَ تمد سُلمَها الأعالي
 
المشتى وساد
 
وللمسْرى قتاد
 
الكهفُ اتقاد
 
وطيفكَ يرسمُ المنحى
 
لينهارَ احْتمالي على الشرفاتِ
 
أصْعدني
 
اتكاءًا على جرْح الليالي
 
لأحلمَ بالمسافاتِ اللواتي
 
تجرِّدها، منَ الكأس، الدوالي وبالطرُق القديمةِ
 
كالقوافي، وبالمِزق التي كانتْ حيالي
 
بساريةٍ ترد عليَّ قولي
 
رُسومٌ نابسات تركتُ بها
 
لمِحرقةِ السُّؤال
 
وما هرمتْ أناملها شخوصًا
 
إليَّ
 
من المُطوقةِ انسلالي أنا فيها انوجدْتُ
 
ولا مقالٌ لأحلمَ. منْ رآني ؟
 
لي مقالي، ولي حرفُ المَرايا. قالَ انوجَادي
 
وقلتُ، وقدْ تخاوصَتِ المجالي :
 
أشاختْ، بالعباراتِ، المَرايا
 
أمامَكَ أمْ إشارات العوالي من العتماتِ
 
أبراد الدوالي ؟
 
وقلتُ: لعلَّ حرْفكَ ليسَ ينسَى
 
لعلي، مِنْ هنا، أنسَى
 
سُؤالي الذي تركتْ أنامله شخوصي
 
ذكرْتُ، لديكَ، ما أملى ارتحالي إليكَ
 
على حروفٍ منْ نصال
 
وما كتبَ انسدالٌ لانسدال، وما ألقى
 
إليَّ من الأمالي، وما أبقى، ودونَ البحْر بحْرٌ، هناكَ
 
لأرْتقي موجَ الجَمال.
 
ذكرتُ كتابيَ / الشذراتِ
 
ويحسبُه محارَ الحلم رُؤيا
 
وأحسبُه سوارًا للرمال
 
كأنَّ الطلَّ عنوانٌ مُدار يحومُ إذا أبادرُه حيالي.
 
كأني الظلُّ أذكرُني اختلالا وهامُ قصيدتي طيّ اعتلال.
 
حيثُ تلغو الحكاية منذ إبْهام المجال
 
ومنذ تكسَّرتِ اللغة اختفاءً عن التبيان
 
والسحْر الحلال
 
يكاد زلالها منْ سلسَبيل الغُموض يغيمُ في لغتي
 
سُؤالي
 
غموضًا من زلال
 
ولستُ بذاكرٍ ماءَ التصادي
 
عن الأوْراق تكتبها الليالي، عن الرّقراق
 
يسْحبُها انكتابا ليقرأني على مهَل
 
فما لي أسابق عتمة الكلماتِ محوًا، وأسبقني
 
ليتسقَ احتمالي ؟
 
وعدًا بآل ؟
 
سألتُ فما أجابَ
 
وحينَ أفتى أنا كنتُ ارتحالا
 
في ارتحال
 
وما أفتى
 
ولكنْ قالَ همْسًا:
 
بُراقكَ آهة الرَّجْع المُذال.
 
فقلتُ : ذبالكَ الذريُّ شمسٌ ورقراقٌ
 
وأنفاسُ انسبال، وأشواقٌ
 
أسِترُكَ يستبيها
 
أم السرُّ الذي بينَ الجبال ؟
 
وما كنتَ المسافة
 
ترتويها دهاقا كالمُعتقةِ الحَلال
 
وترْوي ما ترى كأنَّ جمْرًا بثوبكَ ..
 
ثمَّ ترمي للوصال من الجمَراتِ للخطرات بعْضًا ..
 
لكيْ تدنو المسافة من نصال المحبةِ
 
لانجراح الورْدِ شمْسٌ
 
هيَ الرؤيا
 
لها الاسماءُ والأشياءُ فيضًا وقبضًا
 
في مقام ثمَّ حال
 
لها الأشذاءُ والأنداءُ سُكرًا
 
وما يُدني العبارة منْ ضلال
 
لها البسْتان والعنوان
 
عمْرًا، ولي سَفرُ البيان عن المقال.
 
دخلتُ إلى الخُروج
 
ولستُ أدري أثمَّة ينطوي بابُ السؤال
 
ورتقه عدولا لانذهال، أم القلبُ الرَّهين غفا
 
عروجًا لأسْر أمْ خروجًا منْ عِقال ؟
 
دنوتُ
 
يدي انبساط
 
والحنايا منايا
 
ما دنوتُ من المَجال
 
على الجنباتِ شوكٌ
 
طيّ شوكٍ، وسرْتُ كأنَّ دربيَ
 
أخِفُّ إلى مدىً ينسابُ سِفرًا من الأشباح
 
تمْرَح باختيال
 
عندَ قادحةِ الليالي
 
حبوْتُ أنا ..
 
خبوْتُ إذنْ ..
 
الصَّبابة غرة الخرْق / الوصال
 
هوامشُ لي ..
 
كنعلِكَ آذنتني باشتعَال
 
وما يُدني العبارة منْ ضلال
 
لها البسْتان والعنوان
 
عمْرًا، ولي سَفرُ البيان عن المقال.
 
ولي سَفرٌ إذا أدنو من البابِ أسْتفتي، ولا بابٌ حيالي.
 
دخلتُ إلى الخُروج
 
ولستُ أدري أثمَّة ينطوي بابُ السؤال
 
أم الحَجْبُ المُبين رفا دخولا
 
ورتقه عدولا لانذهال، أم القلبُ الرَّهين غفا
 
عروجًا لأسْر أمْ خروجًا منْ عِقال ؟
 
دنوتُ
 
يدي انبساط
 
والحنايا منايا
 
ما دنوتُ من المَجال
 
على الجنباتِ شوكٌ
 
طيّ شوكٍ، وسرْتُ كأنَّ دربيَ
 
منْ ملال
 
كأنيِّ والعراءُ يحفُّ سيْري
 
أسامِرُ طيفه قيدَ انذهال
 
أخِفُّ إلى مدىً ينسابُ سِفرًا من الأشباح
 
تمْرَح باختيال
 
وتقدحُ غرَّة الوادي صهيلا وتجمحُ
 
عندَ قادحةِ الليالي
 
حبوْتُ أنا ..
 
خبوْتُ إذنْ ..
 
صبوْتُ ..
 
الصَّبابة غرة الخرْق / الوصال
 
هوامشُ لي ..
 
وكانتْ شارداتٍ
 
كنعلِكَ آذنتني باشتعَال
© 2024 - موقع الشعر