ندفُ المساء - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

المساءُ الأخيرْ
 
إليك صبا ندفًا ندفًا
 
منْ سماء العبير الأخير .. الأخيرْ
 
لكَ الأولُ المرمريّ
 
لكَ الجدولُ العامريّ يراقصُ مقدمَه
 
ولكَ المندلُ الرطبُ
 
والأبيضُ الخدريّ يخاصرُ موسمَه
 
لكَ منْ قمر الليلةِ الهدهديّةِ
 
ثلجُ النداوةِ
 
أقراط نور
 
لك الجيد
 
منْ سبحة الفجر
 
ينظمُ سلمَه
 
للصعودِ الحريريّ إلى الماءْ
 
لي المساءُ النثيرْ
 
لي المساءُ النثيرُ على ساعدي
 
أدمنته البراءة حتى احتماء النضير
 
منَ الورد، سرًا، بوردٍ نضيرْ
 
وبسملة العطر في رفرفاتِ الغديرْ
 
لكَ الآخرُ النبويّ
 
تهادتْ مُسومة الشعر تعلنُ مولدَها
 
فيك يا طفلة القافياتِ الغوادي
 
بوطفاءَ منْ دمنا
 
أيهذا الدمُ الشاعريّ أقمْ موكبا
 
وبكلِّ معلقةٍ أعلن البدءَ
 
للقافياتُ متاه
 
وما كانتِ القرط حتى تكومَ تاريخها
 
في سماء البلادْ
 
معلقة ليسَ تنفضُ عنها مجامرَها
 
في المساء الأخيرْ
 
الأثافي تجسُّ أسرَّتها
 
وطويلٌ سفارُ الرماد إلى المهدِ
 
طيَّ الرمادْ
 
أكاد أمد يدي لعنقاءَ لا تنجلي منْ دمي
 
والرماد صليلٌ يحاصرني بالأسنةِ
 
يخفي يديَّ هناكْ
 
يدسّ القصيدة في خرْج زوبعةٍ
 
للمساء الأخيرْ
 
يُصوبني طلقة لا تني
 
عنْ توثبِ زوبعةٍ في المساء الأخيرْ
 
أراه، بخفيْ حُنين،
 
يؤسسُ خارطة الذاهبين إلى الرمل.
 
أسَّستُ خارطتي
 
تلوتُ مُعلقتي
 
وانتهيتُ إليها، بناي الأقاصي، مواويلَ
 
تخدشُ خاوية النخل.
 
سربٌ منَ النحل يلتهمُ النبرَ.
 
تلكَ مواويلُ آضتْ إليَّ كأنّ المناديلَ
 
منها حمامُ الصّدى
 
هذه ضمة النعل فاضتْ عليَّ
 
كأنَّ القناديلَ حلمُ المدى
 
أيهذا الكلامُ تناديتَ منْ لثغةِ الليل
 
عمرًا كأنّ التراتيلَ
 
همسُ الندى
 
فتلوتُ معلقة مترقرقة للمساء الأخيرْ
 
أيهذي المعلقة المتلاحقة الكلماتِ
 
تركتُ دمي لك قافية
 
وكأنيِّ قصيدة ذاكَ النداء الأخيرْ ..
© 2024 - موقع الشعر