تنويعات على أطراف ذابلة - محمود محمد الشلبي

(1)
 
" بوح عاطفي "
 
حين مس الحب أوتار المغني .
 
خفق القلب .. ورفت هدب
 
عيني
 
وتثنت سدرة الروح ،
 
على باب التمني .
 
وحكت عنها .. وعني .
 
فتشابكنا ..
 
على بوح الأغاني ،
 
في هيام ساطع ..
 
منها .. ومني .
 
 
(2)
 
تعويذة
 
فتحت مصحفها عند
 
اختلاجات الزمن .
 
رتلت من سورة النور .
 
حروفاً للوطن .
 
نشرت منديلها في خلوة
 
الصوفي ،
 
واصطادت به طير الشجن .
 
كان في معصمها إسورة الحب ،
 
وفي العينين ظل من وسن .
 
كان بين الثغر والقبلة ،
 
قيد وحزن
 
وبقايا لشهيد ...
 
أزهرت أضلاعه ،
 
حتى اطمأن ..
 
 
(3)
 
" صاعد من دمه "
 
رجل يسعى إلى الغيم
 
فيهتز الأفق
 
ويداوي جرحه من وردة
 
في قبضة الريح ،
 
على مد الغسق .
 
لم يزل يصعد ..
 
والرحلة تكسوه رداء من شفق .
 
لم يزل يزهر في معراجه ...
 
منذ أنطلق .
 
دامي الخطوة .. وضاحاً ،
 
جنوني القلق .
 
حين شق الليل بالطلقة ،
 
والبسمة ..
 
والصبح انفلق .
 
كفنته الأنجم السهرى ..
 
بثوب من ألق .
 
ثم إن الرجل المأخوذ بالرغبة
 
للموت ..
 
صدق
 
لم يمت ..
 
لكنه أستوطن في خضر الورق .
 
 
(4)
 
" لم يعد يجدي الكلام "
 
لم يعد يجدي الكلام .
 
أطبق الحرف على ذاكرة النار ،
 
ونام ...
 
كل ما نفعله في يومنا ..
 
أنّا نقيس الظل ،
 
أو نرقص في جوف الظلام .
 
لم يعد يجدي الكلام .
 
فمواضينا التي جردها
 
" الماضون " ...
 
كي نسطو على الأعداء
 
في خوض الزحام .
 
قد علاها صدأ الساعة ،
 
والوقت الحرام .
 
والعتاق الجرد ضلت دربها ..
 
بين ضباب وركام .
 
فانحنى الفرسان ،
 
حتى زل سرج الخيل ،
 
و اختلت موازين السلام .
 
لم يعد يجدي الكلام .
 
لم يعد يجدي الكلام .
© 2024 - موقع الشعر