دموع لها أجنحة - محمود محمد الشلبي

(1)
 
أعبر الوقت مشتعلاً في خرير دمي
 
بين صخر الجبال وغوري البعيد
 
أعتلي موجة من صهيل حزين
 
على قمة " للصقور "
 
واهبط كالنهر منسكباً
 
في " المروج "
 
 
 
(2)
 
سطور من الذكريات القديمة
 
أطياف أغنية في الوريد
 
ظلال تغلف نفسي
 
فأنزع من ساحل العمر قهر العذاب
 
وأدخل بوابة الغور منفطر القلب
 
ذات مساء على موجة من سراب
 
فيأسرني وجهك البدر بين الغمام
 
وأسمع نوح الحمام
 
وادخل لغز السؤال
 
على زفرة من فؤادي
 
وأسمع وقع النشيج على الدرب
 
ممتزجاً في لهيب التراب
 
* * * * *
 
تلوح البساتين والطرقات
 
المليئة بالمفردات اليتيمة
 
و " الحور " منتشر كالنساء على شرفات الأصيل
 
بلاد يداخلها النبض
 
والطير ترسم أسرابها
 
في فضاء الجليل
 
سافرا في خضرة الغور
 
ما طرزته الصبايا على ورق المستحيل
 
وأمثل في خضرة الموت طفلاً
 
واجلس بين الجلوس
 
وأغرق في بوح صمتي الطويل
 
* * * * *
 
هنا سوف أهدي الة شجرة الموز
 
والسرو نزفي
 
واعبر بين البيوت الجميلة
 
كالظل في شجرة التوت
 
يسبقني مع نشيد البنفسج طيفي .
 
* * * * *
 
وعيناك … عيناك في الدمع
 
أجمل من بسمة النبع
 
بين الغصون
 
واطهر من نرجس الحقل
 
إذ يلتئم الطل أهدابه
 
والجفون
 
سأدخل في زهرة رمانة
 
يشتهيها دمي في الطريق
 
وأنثر دمعي حروفاً لها أجنحة
 
لابد من سورة الفاتحة
 
وأسكب لحن الفراق
 
شجياً …… شجياً ……
 
على هذه الأضرحة .
 
 
 
فصائل من دم العاشقين
 
 
 
ورد على شرف الحبيبة
 
أصطفي ألوانه
من بهجة اليوم
 
المطرز بالغرام
 
لا ينحني شرق لغير عيونها
 
لا ينتشي لغة …….
 
بغير كلامها البدوي
 
عند تعانق الأحلام
 
هي في دمي …..
 
قنديل ليل المدلجين
 
إلى الأمام
 
هي زهرة الأشعار
 
تحملها الغصون
 
إلى أناشيد الحمام
 
تأتي مع الصبح الندي
 
قصيدة ممهورة بدمي
 
وتسكن في شرايين الكلام
 
طرزت منديل الطريق
 
بزهرة الرمان , والدفلى
 
بنوع دمي , وقبرة الحقول
 
وعقدت قوس الحب
 
بين فضاء منزلك الجديد
 
ومهجة خففت …..
 
على شفق الأصيل
 
الليل يفتح قلبه الساجي
 
إليك …. ويحمك الصبح الوليد
 
جناح أغنية تقول :
 
لك ي تفاصيل الجسد
 
نبض تناثر في البلد
 
لك موسم يمشي على أهدابه
 
يظل يزهر للأبد
 
لك نرجس الفصل الشهي
 
يبوح بالذكرى …
 
وينجز ما وعد
 
 
 
(3)
 
بدمي أغاريد الطفولة
 
من ضحى الأغوار
 
أذكر أنني ناجيت وجهك
 
فاستجاب النبع في عينيك
 
وازدحم البريق
 
نادى علي الحور
 
والصفصاف , والكينا
 
ونخل الأرض
 
خلتك في " المروج " غزالة
 
تعدو …. فقلت : أحبها …
 
فتنافس الورد النضير
 
عليك … يا مسك الرحيق
 
أودعت سر حكايتي
 
بفصائل النوار ….. في " الوادي "
 
لدى " بيارة " زرعت ….
 
على خصر الطريق
 
ما رف برق ….
 
في جناح الحرف
 
أو ناحت مطوقة
 
على فنن وريق
 
إلا رسمتك في فؤادي
 
غابة لدمي الطليق ..
© 2024 - موقع الشعر