نداءات محمولة على أجنحة السنونو - محمود محمد الشلبي

أناديك ، من يسمع الصوت ،
 
في ناظريك البروج تهاوت كشمس أسيرة .
 
أناديك ، من دق أبوابك الموصدات .
 
وشجر في خدك الساحلي ،
 
نصالاً .. وورداً ؟
 
أناديك تلتحقين المحطات ،
 
تبقين نزف الشرايين والأوردة .
 
وتطوين جنحك فوق الحراب ،
 
وتأوين مثل الحمامة ، في طارة المصيدة .
 
أناديك ها بُحُ صوتي ،
 
ونزفك يغمر وجه السهوب ،
 
أروقة المقصلة .
 
تضج لمرآك أشرعة البحر ،
 
يغدو حصاك على الأرض جمراً .. ونورا .
 
وأبقى أناديك ..
 
أبقى أناديك ..
 
وديانك الخضر ، كل قراك ،
 
ميادينك الرائعات ،
 
تهاجر نحوك مثل البحار الحزينة .
 
وأنت تحطين هائمة الوجه ،
 
عيناك مثل الغروب على شاهدات
 
المدينة .
 
تنامين ؟ ...لا
 
تفيقين ؟ .. لا
 
إذن / تمرين بين شفار المحبة والموت ،
 
بين القناديل والفاجعة .
 
إذن / تغنين مثل دماء الشهيد ،
 
على الشرفة الرائعة .
 
وصوتك يحمل كل الملايين ،
 
كل المحبين ،
 
صوتك يزرع فوق الجليل ،
 
مضافاتنا الساهرة ،
 
يطوف فوق الشريط المسنن ،
 
فوق مرابع بيسان ،
 
فوق رمال البحار .
 
يؤالف بين المراكب ... بين المرافئ .
 
بين اشتعال اللهيب ،
 
وبين المحار .
 
أناديك هل تسمعين النداء ؟!
 
وقلبك مثل قباب المساجد ،
 
يعشقه العابدون ،
 
تخبيه كل الحقائب ، كل المراكب ،
 
يحمله القادمون .
 
وقلبك صار المرايا الحزينة ،
 
صار الضحايا .
 
تئنين ؟ .. آه فصوتك حط العشية ،
 
في حضن حيفا
 
وكان الصبيحة في صدر عكا
 
وبيسان ... واللد .. والناصرة .
 
وكان الحنين ليافا .
 
وكان الحنين لصدرك ،
 
صار الحنين لدمعك ،
 
صار الحنين احترافا .
 
 
 
تمرين بين الرصاصة والجرح .
 
ساهمة الطرف ،
 
نافذة الطرف ... مهلاً .
 
فخيطي ثياب بنيك الميامين ،
 
خيطاً ... فخيطاً .
 
ومري من النهر للبحر ،
 
مري من البحر ... للنهر ،
 
شوطاُ .. فشوطاً .
 
فكل الدروب ، وكل المحطات ،
 
كل المواقع تعرفهم قادمين .
 
وكل العيون الحزينة ، كل البنادق ،
 
تعرفهم قادمين .
 
فلا خوف ... لا خوف ...
 
ها صدرك الوعد ... أصبح مزرعة للحراب ،
 
وأنت تصيحين : أهلا ..
 
وفارسك الرعد ... اصبح كل الفوارس ،
 
اصبح صاعقة في الزنود الأسيرة .
 
وأنت تصيحين : أهلاً ...
 
تئنين ؟ .. لا
 
تنوحين ؟ ... لا .
 
تغنين ... كان السنون يهاجر نحوك .
 
يحمل من عمق أطرافك المرخيات ،
 
قوافلك المشتهاة .. كوهج الظهيرة .
 
وظل السنونو يهاجر نحوك ،
 
ظل السنونو صديق التوهج ، والريح ،
 
والقافلة ...
 
خطاطيف يرسلها البحر للبر ،
 
نار الزنانير في الخصر ،
 
وهج الدروب على أذرع السابلة .
 
وأبقى أناديك .. أبقى أناديك ...
 
صوتي تمازج فيك ..
 
تربع في ناظريك ..
 
ويبقى السنونو يهاجر نحوك ،
 
يبقى السنونو ،
 
صديق التوهج ، والريح ،
 
والقافلة .
© 2024 - موقع الشعر