شمعة في الريح - عبدالكريم قذيفة

01
 
كم سيحتاج من المعنى
 
لكي يسكن في قلب الحقيقه
 
كم سيحتاج من التيه
 
لكي يرتاح من أسماله الأولى
 
ومن عمر بلا روح
 
وكي يحتمل الموت الذي يذبحه
 
كل دقيقه ..
 
إنه الأن على حافتها
 
يهوي ..
 
ولا يملك من ينقذه منها
 
سوى فكرته الأولى .. ورؤياه العميقه ..
 
يجرح الحاضر عينيه
 
فيمضي مغمض العينين يستجلي طريقه ..
 
ذلك الهارب من أزمنة الحقد
 
يرى ما لا يرى في الصحو
 
يبني خيمة للشعراء
 
ثم يدعوهم إلى معرفة الحب
 
إلى الإبحار في مطلقه الممكن
 
في الرؤيا التي تفضي إلى سر الطريقه
 
إنه الآن وحيد
 
بيته القلب
 
وعيناه فضاءات سحيقه ..
 
إنه الآن وحيد
 
للمتاهات وللحزن
 
ولكن
 
يبصر الناس على موقده
 
الضوء الذي يحملهم نحو الحقيقه ..
 
02
 
كانت الدهشة فوق المقدره
 
كانت الرغبة ما يسبق ميلاد الرذاذ
 
في الأماسي الممطره ..
 
لم أكن إلا بقايا الرمل
 
تدفعني الريح إلى أقصى الكره ..
 
كان بالإمكان أن أبحر
 
لكني تراجعت ..تراجعت
 
و سلمت الأغاني للظلال المبحره ..
 
ها أنا الآن و قد عدت وحيدا
 
لظلام المقبره ..
 
ها أنا الآن وقد أخلصت في الرغبة
 
واغتلت دمي
 
أتعرى لأغطي الشجره ..
 
فارحلي حيث تشائين
 
استريحي وقت ما شئت
 
وكوني القصب العاري ..كوني المثمره ..
 
لي رجاء واحد
 
أن تحفظي الدهشة في القلب
 
احفظيها
 
كي تكون المقدره ..
© 2024 - موقع الشعر