نخلتان لأوراس والغرباء - عبدالكريم قذيفة

أغني . .
 
لهذا الر ذاذ الذي ضمخ القلب هذا السماء
 
إيه أوراس * يا مطرا ينعش الغرباء
 
الطريق طويل . . طويل . .
 
و ها أنت بحر الزخم ! !
 
متعب أن نسافر في الصمت قال
 
وجدير بناء أن نجاهد فينا الألم !
 
خذ يدي إليك
 
وافترش زندي المتوهج . . خذني إليك
 
إنني شاعر مثلك الآن يا عاشقي
 
فالتحفني ونم !
 
نصطفي نحن لون الغمام
 
نصطفي نحن كل الألم
 
تصطفينا الجراح التي أبدا تلتئم
 
وسوى الله والعاشقين
 
الوجود عدم . .
 
* * *
 
آه يا بن السبيل
 
للتي ضيع العمر نافذة في الفؤاد
 
وبوابة للحلم . .
 
فانصهر في ضلوعي طويلا طويلا
 
وفي قمة الانصهار ابتسم ! !
 
دم العاشقين دمي . .
 
ودم الشهداء دمي . .
 
ولا عاصم اليوم للعاشقين سواي
 
فالتحف بي ونم . .
 
* * *
 
مرّ من ها هنا شاعر
 
كان يحمل في كفه "دقلة النور" **
 
قيل: استراح قليلا على جرحه ما التأم ! !
 
وحين أفاق رأته سماه
 
رآها بكى . . بكى التمر
 
لاحت كنخلته . .الحنين
 
كم أحس بوخز الحنين
 
لهذا اللقاء الذي لم يتم ! !
 
هل لهذي الدموع رؤى ؟ !
 
ربما . .
 
ردني للطريق التي ضيعتني أنا عاشق
 
وفي مقلتي الندى والحلم
 
أبحث الآن عنها . .
 
وعن وطن ضاع مني
 
ولا بد للحزن أن يحتوينا
 
ولابد أن يعترينا السأم . .
 
لكي نلتقي . . ولكي ننسجم ! !
 
* * *
 
شاعر كان يحمل حزن القبيلة في قلبه
 
وعيون الألم . .
 
يزرع الشوق في الطرقات وفي الخلجات النغم
 
متعبا كان
 
مثل السماء التي أمطرته أسى
 
وكان . . . .
 
السماء تبين لعاشقها
 
يشعر القلب أن المسافات موغلة في البعاد
 
وأن التنكر للصمت صار الملاذ الأخير
 
فليبح لي الفؤاد الأصمْ
 
كل هذي الفجاج ارتوت من دمي
 
كل هذي الأكفّ رمتني
 
هم انتهزوا وقفتي في البلاط وحيدا
 
لكي يصلبوني . .
 
ربما هو ذا الهذيان الذي أرّق العاشقين
 
فارفعوا عن سمائي القلم
 
ودعونا (ننام معا) فمًا يستحم بفم . .
 
* * *
 
من سنين نمت في فؤادي أنا نخلة
 
تعشق الكبر كانت ككل القمم . .
 
لم أر وجهها . .
 
كان حلما صغيرا . . ومن يومها لم انم ! !
 
كنت أعشقها حتى موتي
 
وأعشقها، ثم أعشقها كالألم . .
 
والتقينا معا . .
 
لحظة لليقين الذي ضيع العمر
 
آمنت يا وجهها بالهوى . .
 
ولكنني بعد لم أستقم ! !
 
* * *
 
كم سنينا مضت ؟ !
 
قبل يوم وبعض من اليوم
 
هل ممكن خلق كل السماوات في لحظة
 
واجتياز بحار السأم ؟ !
 
السؤال الذي حير الناس في الطرقات
 
وفي العمق مدّ الزخم
 
أنا وحبيبي أنا
 
رحلتان لهذا الأبد . .
 
موجتان . . ولا بحر غير الكبد . .
 
سافري . .
 
قمة الجرح والبوح أنت
 
ادخلي مملكات فؤادي التي لم يطأها أحد . .
 
سافري في دمي . .
 
ربما قدر أن نموت معا ذات يوم
 
وفي عمقها حزن هذا البلد . .
 
مؤمن بك
 
والله يشهد أنا معا عاشقان
 
وهو أنا أحد . . وهو أنا أحد ! !
 
فاذكري . .
 
دمعتان لحبي أنا
 
وردتان وبيت من الشعر أو من ضنى
 
أتراني أحب النساء جميعا
 
بعينيك يا فاتنة ! !
 
إيه يا "باتنة" ***
 
أنت يا هذه الدرة الفاتنة
 
متعب أن أحبك
 
إني أحبك حدّ العياء وحد الغضب
 
فاصلبيني طويلا طويلا
 
ولا تسأليني السبب . .
 
إيه يا باتنة ..
 
من زمان يحاصرني الحلم . .
 
يتبعني في المحطات، في جامعات البلد . .
 
باحثا عن هوى . . عن يد تشرئب إلي . .
 
أحمل الله واسم صفية وشما بقلبي
 
وأبحر، أبحر حتى الأبد . .
 
وها أنا في حضنك الآن
 
يا أمّ أوراس . . فاحتضني تعبي المستجد . .
 
* * *
 
( الظلال التي غادرته هناك . .
 
سكنته هنا
 
الظلال وما بعد أحلامه . . موسم للضنى )
 
ذلك قلبي أنا ! !
 
وأنا وحبيبي أنا سورتان
 
وكل الذي يشغل الناس في الطرقات
 
موسم للكلام الذي ضيع الوطنا
 
الكلام الذي ضيع الزرع والضرع والممكنا
 
وحبيبي أنا
 
كل ما يحتفظ القلب من أرضه
 
سوسنه، وحنين لفصل جديد
 
تموت هناك . . وتعود هنا . .
 
وأنا وحبيبي أنا . . غيمة تعبر الوطنا . .
 
وحبيبي أنا . .
 
كان من ضيع الزمنا . .
 
كان من ضيع السفنا ..
 
يقرأ الله من قلبه، يقرأ الناس من قلبه
 
وحبيبي أنا
 
كان يحمل هذي البلاد على قلبه
 
كنت أحمله الوطنا . .
 
* * *
 
هي ذي لحظة العرى يا آخر الملكات
 
هي ذي أجمل الأغنيات
 
فافتحي الصدر لي
 
خبئي العمر فيه رؤى
 
وامنحيني القليل من الصمت والصبروالكلمات . .
 
خبئيني قليلا..لكي أدخل القلب فتحا جديدا
 
وكي لا أحبك كالأخريات . .
 
* * *
 
يحاصرني وجهك الآن
 
كل الدروب ملغمة بالحنين إليك
 
وتنتابني لحظة للتجلّي . .
 
يفجرني شوقي الآن
 
كل القصائد، كل الشوارع تنزف مثلي
 
وتشتاق مرحلة للرحيل الطويل . .
 
متعب أن نسافر دون انتماء
 
يظللنا حزن يلدتنا والنخيل . .
 
وها أنت في أول الدرب تعتنقين التوزع
 
مثلي
 
وعيناك أرجوْحتان لهذا الربيع الذي سوف
 
يأتي
 
تراه سيأتي ! !
 
وها أنت سيدتي ملكونت انتمائي
 
وفصل التجلي . .
 
فلو تسمحين
 
قليلا من الصمت – إني أصلّي ! !
 
احبك يا وردة هي كل جمال النساء وأحلى
 
هي النبض حين يصلى لها القلب وصلا
 
أحبك كم ذا أحبك
 
عز هوانا و جلاّ ! !
 
* * *
 
نحن حين نحبّ
 
نرى الله فينا يقينا بأنا
 
وإن ضيعتنا صنوف القضاء
 
نلتقي في الوداع
 
نلتقي في الضياع . .
 
نلتقي في النسيم الربيعيّ،
 
في الشفق المغربيّ وفي رقصات الشعاع . .
 
نلتقي حبّ أوراس يجمعنا
 
نلتقي قدر المستطاع . .
 
* * *
 
فؤادي أنا
 
بحر من يعشقون الخطايا
 
ومن يبدعون الخطايا . .
 
فمزق ستاره يا حبّها . . وحطّم جميع المرايا
 
لتحملني الآن صدقا إليها . . .
 
وتزرعني في الحنايا . . .
 
النخيل بأوراس يا غربتي
 
ظمئ للظمأ ْ . .
 
كل هذه البلاد جنان سبأ
 
وحدنا العاشقان هنا
 
وحدنا الضائعان هنا
 
وكلانا صبأ ْ ! !
 
فيا نخلة الغرباء ويا خيمة الغرباء
 
خبئيني قليلا . . لكي اسكر الآن منك
 
وأحلم أحلم انك في العمق أنت البقاء
 
آخر القول يا نخلتي
 
عرف هذه المدينة لا يرحم الغرباء
 
وعزاء الغريب هنا
 
دمعتان وأوراس والشهداء . .
 
هوامش :
 
* أوراس : الجبل الذي انطلقت منه الثورة الجزائرية وهو رمزها الوطني
 
** دقلة النور : أجود أنواع التمر في الجزائر وفي العالم
 
*** باتنة : مدينة في الشرق الجزائري على بعد 300 كلم من العاصمة
© 2024 - موقع الشعر