عودة الرفاق المتعبين - تيسير السبول

تسأل الغابية السمراء عما خلف صمتي
وتعريني بنظرة
‏فأحس الحرقة الحرى بحلقي
غاص نطقي
‏`أجلد الأحرف موجوعا أمزق.
أتحرق
‏وأرى عينا بعيني تحدق
‏أقبض الظلمة في كفي وأغرق.
غجرية
 
‏يا لهاث الرمل، يا إنساني الضائع
في أصداء موال حزين
الحكايات التي تروين
‏في خلجات أعصابي عادت تتململ
عن كليب وجراحات المهلهل
فأعيدي كل مل كان
‏ولا تقسي على جساس من أجل خيانة
كلنا كان يخون.
‏آه كلا
لا ‏تقولي!
ليس بي من جنون
واغفري لي
‏أترى تغفر ذنبا غجرية ؟
‏غجرية
‏كذب: من قال في عينيك أسرار خفية؟
‏مثلما تسعى على الأرض الديادين الغبية
أنت تسعين
‏خواء ملء عينيك بلاهة
‏وغباء مطبق يقعي وسقم وتفاهه
عنفوان النهد لا يغري
‏وجوع الساق لا يغري
‏وما في الكهف من مكنون ست
رحلتي كانت ضياعا
فوداعا
‏وإذا ما كان أمسي
تافهأ عافته نفسي
‏وإذا كان مصيري
شاطىء الصمت الكبير
‏حسر لا بسمة لا لوعة حسره.
يغرق النسيان ما ضج
‏بنبض العرق من شك وحيره
فأنا أطفأت في صدري إلحاح السؤال
حين أدركت المآل.
‏وعزائي
‏رفقة لم يصلبوا جساس من أجل خيانة
يسألون الحب يعطون محبة
يغفرون
كلنا كان يخون
يا غبية
لست الا غجرية
© 2024 - موقع الشعر