قرارت موشح اندلسي - تيسير السبول

ها قبة خضراء
‏ها قوس كباب دمشق ساحات ,
‏ورود من مشاتل سوريا
لكنّما
‏اشيبليا اشيبليا
‏في قاعة أموية الأجواء
ترفل بالحرير
‏واللحن موجوع أسير
يتسلق العمدان ملهوف الحنين
و يشف
يقطر
والها
عذبا
حزين.
وعلى العيون
‏خلف المحاجر، في اختلاجات الجفون
الشام تولد تارة
‏الشام ثانية تموت.
اشيبليا
‏ كتفاك عاريتان
‏ما ارتضتا عباءات يوشّيها القصب ,
وسدى أربت وجنتيك
‏بكف آت مغترب ,
هجر الديار معللا
أن قد ستولد سوريا
أخرى على إشيبليا
وثنية
عيناك قاسيتان , ذكرى عن مجامر بربرية.
جئنا لمعبدك الشموخ بحبنا
‏فعزفت عن قرباننا
‏صماء في وجه المحب , أما تدغدغك الهديه
يأتيك حاملها يغنيك الرجاء
وأنت صامتة عصيه ؟
‏ترقص الشام على قلبي نسيمات خفايا
- أه ما أحنى - فحتى الميت تعطيه شغافا.
كل مرج عاشق بين يديها
‏كل عين رأت النور عليها
‏مستهامه
‏وتناغى كل صب في هواها
أبدا لم تنكر الشام فتاها
لم تقابله بعين حجرية
‏تتصبى الأمس جمرا وطقوسا بربريه.
ويطوف ساقينا
‏كأسا تلي كأسا
‏بالوهم تغرينا
‏وتراوغ الحسا
‏فلعلنا ننسى
‏إن كان ينسينا
وهم ولو حينا.
بردى في العين صبحا ومساء
يتراءى
‏كل أحبابي على صفحته
(ونديم همت في رفقته
‏وبشرب الراح من راحته)
‏(كلما استيقظ من غفوته
‏جأب الزق اليه واتكا)
فبعيد الدار في غربته
‏إن صحا غنى وإن غنى بكى.
© 2024 - موقع الشعر