الشواطئ الأخيرة - تيسير السبول

ولعينيك اللحون المتعبة
منهما جمعت معناي وفي
تيههما كان ضياعي .
‏لست أشكو فلقد شارفت شطآن السآمه
‏بردت لهفة شوقي والتياعي
‏ماتت الأضواء في عيني
‏لا ومض شعاع
‏لا غوى أخضر
‏لا لون سوى بعض قتامة
‏تتلاشى وأنا أعبر أيامي لشطان السامه.
ولعينيك اللحون المتعبة
‏ولعينيك ثمالات عطائي
‏سادر في حلم عينيك بقائي
‏وإذا ذللتا يوما إبائي
‏فعزائي
‏أن في عينيك أمطارا وألوان شتاء
وأنا قلبي يباب
‏وأنا والشمس تلغيني
فأغدو كالسراب
 
‏أتفيا بين عينيك
وأشتاق الضباب
‏ويؤدي اللحن في عظمى.
(هنا يحلو الزوال
‏ألق أبيض صاف لا يطال
يحضن الأسود
‏والأسود في الأعماق أرخى ثقله غير مبال
وبعيدا ترتمي الضوضاء
‏في كهف من العالم لا تعنى به عيناك
لا ‏أعنى به .. جد بعيد).
 
‏نظرة في أفق عينيك وتنهد الحدود
بارتخاءه،
‏عندما يسبل جفناك وتمتص أهداب الشرود
ينثني المد بصدري
‏وفياف تفتح الأبعاد
‏تقصيها .. وتقدي من جديد
وانتباهه ،
‏يومض البرق
‏يضج الموج
‏يرتج الوجود
‏مرفأ عينيك أنسى الموحش التائه
يوما تعبه
‏لهما منه عصارات اللحون المتعبة.
طالما غنى لعينيك
‏ولم يزعم عطاء
‏وهو يدري أنه من
‏فيض عينيك قد امتاح الغناء
موهن الساعد يمضي
‏عبر بحر من سخاء
‏سامحيه
‏واغفري إن عذاب الحرف
يلقي في الشرايين العياء .
واذكري أن اللحون المتعبة
آخر القطف قبيل الانتهاء .
‏أوشك الملاح أن يلقى لشطآن السآمة
أي شيطان .
‏هنا العمر لا شيء
‏سوى صمت انتظار وبلا
ماض ولا مستقبل محض
انتظار
‏كل حب
‏كل ذكرى
ترتمي حتى القرار
وهدوء في القرار
‏يعبر الملاح مخذولا لشطآن السآمه
فدعي يا أنت , يا أنت الملامة
‏لست أبكي لعذاب الصلب :مرحى لصليبيى أنا
أبكي محنة الوحشة في صدر الغريب حينما
لحت مع الجلاد
‏تلغيني إذن عيناك ؟
‏أغدو كالسراب ؟
‏في ضمير الكون شل البوح وانهد نشيج
سدت الدرب فلا حلم دخول أو خروج
آه , آه الجدب يقتات المروج .
‏ورمى الملاح لليم شراعه
‏كانت الخيبة ترتاد جبينه
‏ونأى.
‏رحلة نحو ضفاف دون حب أو ضغينة
وبلا ماض ولامستقبل: محض انتظار لا
تلومي
‏لا تلومي
‏أغلقت كل دروبي
فلتكن درب الفرار.
© 2024 - موقع الشعر