المحطة الأخيرة! (حياتنا كالقطار) - أحمد علي سليمان

يسير القطار ، ولا نشعرُ
وتطوى المحطاتُ والأعصرُ

فينطق هذا ، وذا سامعٌ
ويصمُت هذا ، وذا يسمُر

ويصْدق هذا إذا ما حكى
وآخر بالزيف قد يجهر

ويخجل مِن جَوْره راكبٌ
وآخرُ بالظلم قد يفخر

ويعطف هذا على جارهِ
وآخر من جاره يثأر

وهذا صحيفته زادهُ
وذلك مذياعُه يُخبر

قطارٌ به من صنوف الورى
وأهواءُ - بالبال - لا تخطر

وليست صداقتنا هكذا
فتلك مدى - الدهر – لا تعقر

ولا تنتهي إذ يموت الفتى
وصاحبها دائماً يُؤجر

نهايتها جنة تزدهي
وروض الإخاء بها مُزهر

فمن يزرع الخير يجْن الهنا
ونهجُ الجنان له مُسْفر

صداقة مَن يستفيد بَلا
وسيفُ الفراق بها مُشهَر

وصحبة منتفع خيبة
ونارٌ - على أهلها - تسْعَر

فأعط صديقك ، ثم انتفع
وهذا بمن يتقي الأجدر

بلوتُ الصحابَ ، فألفيتُهم
صُنوفاً ، وأغلبها يُهجَر

© 2024 - موقع الشعر