ستسافرين غداً ؟ - يحيى السماوي

ستسافرينَ غداً ؟
إذن ما نفعُ حنجرتي ؟
سأدخلُ كهفَ صمتي
ريثما تخضرُّ صحرائي
بوقع ِ خُطى إيابِكْ
لأعودَ ثانيةً سؤالاً حائراً :
كيفَ الوصولُ الى سحابِكْ
إنْ قد عجزتُ
 
 
 
عن الوصولِِ الى ترابكْ؟
سأُنيمُ حنجرتي
فما معنى الغناءِ
بلا رَبابِكْ ؟
*****
لا بدَّ من حلمٍ
لأعرفَ أنني قد نمتُ ليلي
في غيابكْ…
الآن يكتملُ انتصاري
باندحار غرورِ أشجاري
أمام ظِلالِِ غابكْ
 
 
الآن أرفع رايةَ استسلامِ قلبي
جهّزي قيدي ..
خذي بِغَدي
لأختتم التشرّدَ بالإقامةِ
خلف بابكْ
جفناً تأبََّدَهُ الظلامُ
فجاءَ ينهلُ من شهابكْ …
وفماً توضأَ بالدُعاءِ
لعلَّ ثغركِ سوف يهتفُ لي
" هلا بكْ "
 
 
لا زالَ في البستانِِ متّسَعٌ لناركِ
فاحطبي شَجَري
عسى جمري يُذيبُ جليدَ ظَنّكِ
وارتيابِكْ
إني لَيُغنيني قليلُكِ عن كثيرِ الأُخرياتِ
فلا تلومي ظامئاً هَجَرَ النميرَ
وجاءَ يستجديكِ كأساً من سرابِكْ ..
فإذا سَقَطتُ
مُضَرّجاً بلظى اشتياقي
كفّنيني حينَ تأتلِقُ النجومُ
 
 
بثوبِ عرسٍٍ من ثيابِكْ …
واسْتَمْطري لي في صلاتِكِ
ماءَ مغفرةٍ
فَقَد كتم الفؤادُ السرَّ
لولا أنَّ شِعري
قد وشى بِكْ ‍!
*****
© 2024 - موقع الشعر