قانا

لـ يحيى السماوي، ، في غير مُحدد

قانا - يحيى السماوي

تلك الدماءُ المُستباةُ مِدادُ
كتبتْ به تأريخَها الأمجادُ

كتَبتْهُ فوق الطينِ حين تلوَّثَتْ
أوراقُنا ، ورثى النيامَ رقادُ

كتَبَتْهُ بالأضلاعِ لا بأنامِلٍ
هي لليراعِ وطِرْسِهِ أصفادُ

تبقين قانا شاهداً وشهيدةً
تحيا .. وأمّا الميتُ فالجلاّدُ

من طينِكِ المغسولِ بالدمِ واللظى
لا بدَّ يبدأ يومهُ الميلادُ

هذا هو العصرُ الرديءُ .. تأَسدَتْ
فيه التِيوسُ .. وتُيِّستْ آسادُ

سِيطَ الخنوعُ مع الشهامةِ فاستوى
نورٌ بأحْداقِ الضحى وسَوادُ

أعدادُنا ؟ لا نفعَ في أعدادِنا
إنْ لمْ تُوحَدْ شَمْلَها الأعدادُ

أضحى "رباطُ الخيلِ " يربطنا الى
رعبٍ أقامَ كهوفَهُ "الأسْيادُ "

تنّورُنا "القوميُّ" يسجرُهُ الأسى
لهم الرغيفُ وللجموعِ رمادُ

مُتَناطحونَ ..فَذا يُريدُ زِعامةً
باسم النضالِ وطبعُهُ استبدادُ

ومقيمُ وحدةِ "أُمةٍ عربيةٍ"
بالسيفِ حتى ضُرِّجَتْ أعوادُ

وَدَعيُّ تحريرٍ وأصْلُ كتابهِ
قدْ حَرَّرَتْ صَفَحاتِهِ "الموسادُ"

جَزَّتْ نواصِيها الكرامةُ واستحى
من مُسْتذْلٍّ بالسلام "إيادُ"

كذِبَتْ بلاغَتُنا وكاد يفرُّ من
أقلامِنا ومن اللسانِ الضّادُ

ومن الكُماةِ خيولُنا .. وتفرُّ من
أيامنا – فَرْط الأسى – الأعيادُ

ما هَزَّتِ الريحُ المُريبةُ خيمةً
لو لم تقاتلْ بعضَها الأوتادُ

®®®
سادَ اليقينُ الأقدمينَ فَسادوا

ولقد خُذِلنا حين سادَ فَسادُ
يا أُمةَ القرآنِ زاحَمَ صُبْحَنا

ليلٌ وأوشكَ أنْ يتيهَ عبادُ
كم رِدَّةٍ سوداء باسم حنيفِنا

وكم استجار من اللظى وُرّادُ
يا أمةَ القرآنِ أيُّ غِشاوةٍ

حلّتْ فَعَزَّ على الرشيدِ رشادُ؟
يا أمةَ القرآنِ أخزى يومَنا

هذا القنوطُ وهذه الأحقادُ
كم قائدٍ فينا وأحرى أنهُ

من أُذنِهِ والمنخرينِ يُقادُ !
مُدُنٌ تُشادُ على جماجمِ أهلِها

بطشاً وأخرى تُستبى وتُبادُ
غرسوا الرَّزايا فالتعسفُ مِنْجلٌ

ورؤوس أبرارِ الشعوبِ حصادُ
مِضمارُهم أجسادُنا ورغيفُنا

والمُرخِصونَ ندى الضميرِ جِيادُ
قانا وهل من نخوةٍ وجموعُنا

يمشي على أضلاعِها "أفرادُ"؟
آحادُهُمْ عند الهُتافِ مجامعٌ

وجموعُهُمْ عند الوغى آحادُ!
الراكضون الى سلام "مناصبٍ"

ركض الطَّريدةِ راعَها الطُرّادُ
كذِبَتْ أناشيد النضالِ ، وكَذَّبَتْ

زعمَ المناضلِ آلةٌ وعتادُ
قَصُرَتْ يدُ الأحرارِ فهيَ رسيفةٌ

وَتَنَكرَتْ لسيوفِها الأغْمادُ
ولقدْ يَؤُمُّ بنا الصلاةَ مُخَلعٌ

نَبَضَ الخنا بِدِماهُ والإلْحادُ
يا أمةَ القرآنِ صار جهادُنا

خُطباً بها يتسابقُ الأندادُ
"لا يسلمُ الشرف الرفيع من الاذى"

حتى يعيدَ لنا البلادَ جهادُ
كم سالَ من دمِنا ولم يسلم لنا

شرفٌ نديُّ أمسُهُ وبلادُ
وإذا السرائرُ في النفوسِ تَصَدَّعَتْ

فالحتمُ أن تتصدَّعَ الأجسادُ
أَنردُّ كيدَ الطامعينَ بأرضِنا

يوماً ونحنُ لبعضِنا أضدادُ؟
العارُ بالمرصادِ ..أين هروبنا؟

ضِعْنا ..وليس لحالِنا حُسّادُ
© 2024 - موقع الشعر