إلى ميسون - نازك الملائكة

إن خَبَتْ أعينُ النجومْ
وسجَتْ بَسْمةُ القمرْ
واختفتْ خُضْرةُ الكروم
وذوى الوردُ وانتثرْ
كنتِ لي أنتِ كوكبًا مُخْمَليّ ال
لمسِ ينثالُ نبْعَ عطْرٍ وضوءِ
كان لي من بريقِ عينيكِ لونُ ال
قَمَرِ اللَّدْنِ في ليالي الدِّفْءِ
كان وحْيي حكايةً منكِ فيها
من شَذى الورد ألفُ شيءٍ وشيء
كنتِ لي أنتِ يا بنفسجتي فج
رَ جَمَالٍ مُطَلْسَمٍ غيرِ مَرْئي
وإذا أطفأ الزَّمَانْ
كلّ حبٍّ حملتُهُ
وَطَوتْ ظُلمة المكانْ
كلّ ضوءٍ شربتُهُ
كان لي من صفاءِ وجهكِ بَدْءٌ
لأغاني حُبٍّ وحبٍّ وحُبّ
ومن الكوكبينِ عَيْنَيْكِ تنشقُّ
لعمري آثارُ ألْفَيْ دَرْبِ
من بريقِ الجبينِ من مَلْمَس الخدّ
الحريريّ من سَوَادِ الهُدْبِ
معبَرٌ للجَمالِ من شاطئِ المج
هولِ يُرْسي ائتلاقُهُ عند قَلْبي
© 2024 - موقع الشعر