غرباء

لـ نازك الملائكة، ، في غير مُحدد

غرباء - نازك الملائكة

أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا
 
نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?
 
يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
 
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
 
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:
 
مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ
 
غُربَاءْ
 
اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ
 
كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري
 
دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا
 
وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى
 
أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري
 
إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,
 
غُربَاءْ
 
مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ
 
كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ
 
مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
 
خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي
 
خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
 
أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ
 
غُربَاءْ
 
أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ
 
يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
 
أو لا تُبْصرُ ? عينانا ذبولٌ وبرودٌ
 
أوَلا تسمعُ ? قلبانا انطفاءٌ وخُمودُ
 
صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ
 
ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ
 
غُربَاءْ
 
نحن من جاء بنا اليومَ ? ومن أين بدأنا ?
 
لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين .. فدَعنا
 
نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
 
بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا
 
آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
 
قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا
 
غُربَاءْ
© 2024 - موقع الشعر