سقـى صوب الحي - محمد بن لعبون

سقى صوب الحي مِزنٍ تَهامَى
على قبرٍ بتلعات الحجازي

يعط بها البختري والخزامى
وترتع فيه طفلات الجوازي

وغَنَّى رَاعْبيّات الحماما
على ذيك المشاريف النّوازي

صلاة الله مني و السّلاما
على من فيه بالغفران فازي

عفيف الجيب ما داس الملاما
ولا وقَّفْ على طرق المخازي

عَذُولي به عنودٍ ما يراما
ثِقيلٍ من ثقيلات المرازي

أبو زرقا على خده علاما
تحلاها كما نقشٍ بغازي

عليه قلوب عشاقه تراما
تكسر مثل تكسير القزازي

ألا يا ويل من جفنه على ما
مضى له عن لذيذ النوم جازي

ومن قلبه إلى هب النعاما
يجرونه على مثل الخزازي

تكدر ماصفى ياما وياما
صفا لي من تدانيه المجازي

ليالي مشربي صفو المُداما
وثوب الغَيْ مَنْقُوش الطِّرازي

مضى بوصالها خمسة عواما
وعشرٍ كنهن احزاة حازي

بفقدي له ووجدي و الغراما
تعلمت النياحه و التعازي

وصرت بوحشةٍ من ريم راما
ومن فرقاه مثل الخازبازي

عذولي في هواها بالملاما
يعزيني وأنا مانيب عازي

وكل البيض عقبه لو تسامى
فلا والله تسوى اليوم غازي

سلينا لا حلال ولا حراما
عليهن الطلاق بلا جوازي

وحياة الشوق فيها والهياما
وقدٍّ منه يهتز اهتزازي

وخدٍّ تمّ به بدر التماما
وجعدٍ فوق منبوز العجازي

فلا بي عقبها زاد ولاما
وجزت من الغوى والغي جازي

وخضت ابحور ليعاتٍ تطاما
خلاف الانس ضاقت وين ابازي

نِكِيف الهم في قلبي تراما
وجيش البين بالغزوان غازي

اريده وانكسر كسر السلاما
بِسَيفٍ جَرّدَهْ ما هُوب هازي

علي بخت الدهر ليته تعاما
وخلاها وليته ما يوازي

ليتي ما حكيت بها وأنا ما
بكيت الها وفي قلبي حزازي

أظلّ مساقمٍ دوم الدواما
وهمومي فيه تتحاز انحيازي

الا يالله يامن بالملاما
يسلّم يوم ترزاه الروازي

اسَلَّمْ له ولا رَد السَّلاما
عَزيزٍ من عَزِيزاتٍ عزازي

وصلاة الله منيِّ والسَّلاما
عَلَى قَبْرٍ بْتَلْعَات الحجازي

© 2024 - موقع الشعر