أرى الدار ما توفي مواضي وعودها - محمد بن لعبون

أرى الدار ما توفي مواضي وعودها
ولا عادها اللي كان فيها يعودها

وأرى الدار لي غدارة تمنع الوفا
غرور وتنقض ما مضى من عهودها

لك الله ما تبقى على حال واحد
ولا ينعرف صكاتها من سعودها

شقاها على طول الليالي ملازم
والاسعاف ما تبقى على ما يفودها

هي العلة الصما هي المحنة التي
تحير النواظر في معاني ركودها

ألا يا غريم صار فيها مولع
دع الدار تفعل ما تشا من حقودها

إلى أقبل سعدها قابله ضد ما بها
من السود وانحوس الليالي وكودها

ولا تامن الصكات فيها فكم لها
تجاوز عن العادات مجرى حدودها

تساعد بها من ساعفت له ولا بقت
على حالة شاف الطنا من كمودها

فكم حاذق ما نال فيها مراده
ولا طاوعت له في مجاري سنودها

وكم ضاقت الحيلات فيها على الذي
نشا ما نشا فيما نشا به حسودها

وكم طاوعت من لا لها فيه صالح
جبان وترخص ما غلا من نقودها

فيالله علام الظواهر وما خفي
وما حل باضمار الليالي وسودها

تنصاك من لا يقدر اليوم حيله
ولا به على صكات بقعا ردودها

رجا منك تفريج لما حل بالحشا
بحالات عسرات تشعب عدودها

مضى ذا ولي قلب بالاحباب مولع
بزيات غضات الصبايا ورودها

حسينات مجمولات بالزين والبها
غضيضات للطرف الحور من صدودها

عرايس من الخفرات يبدن لي الرضا
ويورن شامات الغوى في خدودها

ربن بالتماري بينهن ينفخ الهوى
ويسبن بوجنات تفتح ورودها

تعنيت منهن بالذي صاب مهجتي
من الغانيات الغيد غضا عنودها

مهاة تشابه للجوازي وجيدها
تليع ويزهى ما زهى به عقودها

على مفرع زانه حياها وحسنها
والالحاظ تمضي وهي في غمودها

كساها الولي ثوب الجمال وزانها
على نابي الردفين ضافي جعودها

لها غرة ياليت من شم فرعها
تفرع لها زين البها في وجودها

تكامل بها من لا حوى البيض وصفه
بشارات طبع ما حونه ضدودها

لها في خفي اللب والقلب والحشا
وداد تناهى عن سمايا ودودها

عليها بداجي مبهم الليل ساهر
أقاسي هموم ينهش القلب دودها

ألا واشقى عيني وروحي ومهجتي
ألا واعذاب القلب مما يرودها

تصيد الحشا مني بطرات لحظها
كما صيد غزلان الظوامي فهودها

سألتها مناح الوصل واشتف خاطري
فلو ساعفت وصل فهو ما يكودها

رجيته ولاني ظافر به كما الذي
رجا من سراب طافح ري جودها

عليها بلابيل الحشا غردن لها
تغريد مفجوع فجنه حيودها

فلولا عزومي والغزا ينعش الفتى
تخيرت حيضان المنايا ورودها

إلى عاد لا وصل قطعنا به الرجا
ولا سلوة عنها وهذي شهودها

تقطع بها حبل اللبنات والعزا
على مغرم يرفي سراير سدودها

حليف المعالي منتجع كل مزنه
إلى صدر الميثاق أبرم عهودها

ألا ليت شعري هل غيور ومنصف
على الحق ما عينه لك الله ينودها

أجول النظر ما لاح في أسود الملا
جيب وفي الحسنات حتى يزودها

وصاحبه ساعة عابي كل قايم
صديق فلا يثنيه جارح زنودها

نحيف الشوى بالخمس يمشي وضالع
نديم اتخذته لبدة من لبودها

الى مج في جنح نهار لسانه
على صافي منضود يزري عقودها

مباريه بالاوتار حنت ورنت
وهزهز من الخود غداير جعودها

لك الله وشوقي بأنسي ومجلسي
تصدى للمسند عجايب ردودها

مضى ذا بمودة الشيخ نرسم أو نرخ
سل الدار عمن شال دارس عقودها

صغار وفكرات وهم تزايد
وفي مهجتي نار تلظى وقودها

واجامل بحسن الصبر لحيث ينتهي
نهايات غايات غشاني قعودها

وأنا من هوى ريانة العود ما روى
نظيري ولي نفس هواها يقودها

فلا عاد يا زين الصبايا تساعد
غريم غدا في الحب مقذي قيودها

تطاول عليه الصد والمنع والجفا
ولا عاد يخشى كود زورة لحدودها

وصلوا على خير البرايا محمد
عدد ما يحن من النواشي رعودها

***
© 2024 - موقع الشعر